لماذا نحن هنا؟

لماذا نحن هنا؟

 في يومنا الأول لتقديم برنامج رحلة تطوير المدارس لمدرسة الاستقلال في قرية منوف بالمنوفية قابلت أسماء زايد خريجة كلية تربية طفولة جامعة السادات والمتطوعة معنا في مؤسسة علمني..

وجهت لها سؤال بسيط
"ليه إتطوعتي مع مؤسسة علمني في برنامج  رحلة تطوير المدارس؟"
لكني اتفاجئت بإجابة لم تكن بسيطة أبدا..

قالت: "وأنا صغيرة كنت في مدرسة حكومية في قرية طبراي والمدرسة كانت مواردها قليلة جدا مثلا مكنش فيه غير جهاز كمبيوتر واحد لذلك محدش في المدرسة اتعلم ازاي يتعامل مع الكمبيوتر..
من وانا صغيرة وانا بفكر ياترى مفيش حد ييجي يجهز المدرسة ويجيبلها موارد ويطورها شوية علشان نقدر نتعلم حاجات أكتر؟ كبرت ونسيت السؤال ده.. وف يوم بالصدفة بدور على الفيس بوك عن جمعيات ومؤسسات لقيت صفحة مؤسسة علمني وقريت عن برامجها وإفتكرت السؤال لأني لقيت الإجابة في برنامج رحلة تطوير المدارس.. فرحت جدا إن فكرة جتلي وانا طفلة لقيت دلوقتي اللي بيطبقها ف حسيت إني لازم أشارك فيها"

"بعد ما سمعت كلام أسماء حسيت إنها بتجاوب على سؤال ممكن يوجه لمؤسسة علمني بشكل عام "لماذا نحن هنا؟"
كلنا في مؤسسة علمني "هنا" لعلنا نحقق لشخص ما حلم قديم ظن أنه لن يتحقق.

التعلم المُدمج؛ فرصة جديدة لتعليم أفضل

"قبل ما أقدم على التدريب كنت بشارك في مسابقات كتير ومنتديات ومؤتمرات تبع الوزارة سواء في المحافظة او خارجها، لكن كل مرة كنت بتسأل فيها أي حاجة لها علاقة بالتكنولوجيا مكنتش بعرف الاقي إجابة، لأني علاقتي بالتكنولوجيا كانت شبه منعدمة ومكانش عندي معرفة غير بالأساسيات بس زي التعامل البسيط مع الكمبيوتر والموبايل.
أما دلوقتي بعد التدريب انا مش حاسة اني ناقصني حاجة، ومبقتش خايفة زي الأول اني أشارك او اتسأل. قدمت بالفعل في مسابقة الرائد المثالي على مستوى الجمهورية تبع الوزارة ، وبالفعل اتكرمت من الاتحاد العام لطلاب مدارس الجمهورية وفزت بجائزة الرائد المثالي على مستوى الجمهورية."
أستاذة نُهى أحد المُعلمات المشاركات في رحلة التعلم المُدمج في محافظة المنيا تحكي عن تجربتها في البرنامج فتقول:

Read more

المدرسة مش بس حيطان وفصول

"الصراحة أنا مكنتش اعرف أن المدرسة فيها اخصائي نفسي وبيتابع مع الأهالي وبيعمل لهم جلسات زي بتاعتي كده، من اول لما عرفت انهم عاوزني عشان بنتي فرحت اوي، وكمان بقيت مطمنة عليها في المدرسة اكتر من البيت."

مدرسة علمني بتهتم انها تشرك أولياء الأمور معاها في كل حاجة من أول جلسات التوعية لحد الدورات والكورسات المختلفة.

تعالوا نشوف قصة أحد أولياء الأمور بيحكي لنا فيها تجربته مع المدرسة.

Read more

ازاي مستقبل 100 طفل ممكن يتغير في 10 أيام؟

تحكي أستاذة أسماء عن تجربتها في التدريس ببرنامج "TaRL" فتقول:
"انا فاكره طالب اسمه إبراهيم كان في مستوى المبتدئين، بعد ما عملنا التقييم القبلي لاقيته خلال 10 أيام بس بقى في مستوى القصة! فاكراه كويس جدًا لأنه جالي يومها في الفصل وقالي:
"شكرًا لأنكم خلتوني زي زمايلي، بعرف اقرأ واحسب زيهم، ومبقتش بكسف آجي المدرسة زي الأول.. انا بقيت بحبها".
أستاذة أسماء مُعلمة مادة علوم بمحافظة بني سويف، حضرت معانا الرحلة من البداية من أول تدريب الُمعلمين اللي استمر حوالي 10 أيام مرورًا بعمل التقييم القبلي للطلبة ثم التنفيذ او اللي بنسميها مرحلة "الغرس" ثم مرحلة "الحصاد" اللي هي الاختبار البعدي.

more

 

برنامج التدريس القائم على المستوى الصحيح "TaRL" هو برنامج هدفه تحسين مهارات القراءة والحساب للطلبة في الصفوف الابتدائية بالمدارس الحكومية عشان نضمن فرصة أحسن لتعليم أفضل لكل طفل. البرنامج لأنه أول مرة يتنفذ في مصر فكان لازم نوثق التجارب والقصص اللي عشناها واللي مر بيها معانا المعلمين خلال رحلة التنفيذ اللي استمرت لحد دلوقتي لاكتر من سنة ونص.

تحكي لنا أستاذة اسماء عن رحلتها وتجربتها في التدريس بالبرنامج فتقول:

"بعد التدريب اللي حضرته في شهر فبراير 2021 بدأنا تنفيذ بعدها مباشرة، خلال فترة التدريب على المحتوى وازاي ننفذ الأنشطة كنت مستمتعة جدًا بطريقة التدريب، المدربين بينفذوا معانا النشاط كأننا احنا الطلبة ف النتيجة طبعًا كانت مفاجئة ليا، أحيانًا كنت بتمنى لو ارجع طفلة تاني عشان اتعلم القراءة والحساب بالطريقة دي!

في البداية طبعًا مكنتش مقتنعه بطريقة التدريس دي، ومكنتش متخيلة انها تنفع أصلا مع الطلبة بتوعي، انا شاركت في البرنامج عشان اشوف هما بيعملوا ده ازاي، بعد كام يوم كنت بصحى بدري قبل التدريب اراجع وبعد التدريب كنت بتناقش مع زمايلي في الأنشطة وبقولهم رأيي وبسمع رأيهم... كنت متحمسة اشوف ده مع الطلبة على الحقيقة.

خلصنا التدريب وبدأنا التنفيذ بعدها...

الإحباط كان متوقع بالنسبة لي لأن عشان تقنع الطلبة والأهالي انهم ييجوا المدرسة بعد اليوم الدراسي او في الاجازة كان شبه مستحيل، وده كان أول تحدي قابلته في مدرستي، خصوصا الطلبة اللي بتشتغل مع أهلها في الاجازة او الطلبة اللي بيتهم بعيد، عشان نقولهم تعالوا المدرسة نعلم ولادكم ويسيبوهم من الشغل مكانتش حاجة سهلة، بس احنا حاولنا بكل الطرق وانا  عن نفسي كان عندي أمل.

جربنا كل الطرق الممكنة، بشكل رسمي زي اننا نستدعي الاهل ونطلب منهم يجيبوا ولادهم المدرسة، وبشكل غير رسمي اننا ننادي مثلاً في الجوامع على الاهالي عشان نعرفهم ان في دراسة في البرنامج، التنفيذ في الاجازة كان صعب جدًا وخد مننا وقت وجهد كبير جدًا، بس في النهاية حسيت ان النتيجة كانت تستاهل.

بدأنا في المدرسة مع الطلبة اللي عرفنا نجمعهم كانوا حوالي 100 طالب، عملنا الاختبار القبلي وهنا انا اتفاجئت!

اتفاجئت مش بس من مستوى الطلبة لكنّي اكشتفت ان مش عارفه مستواهم ومش قريبة منهم، من وجهة نظري اعتقد ان دي اهم ميزة للطلاب ولينا، اننا بقينا قريبين منهم وهما كمان عرفونا بره نظام الدراسة وبره التحضير للدروس وبره الامتحانات والدرجات.

الهدف من البرنامج كان واضح، هدفنا هو تحسين مستواهم وده مش هيعود عليا بحاجة، بالعكس ده كلفني وقت ومجهود زيادة، بس انا اللي كنت عاوزه أشارك، عاوزه اشوف ولادي (الطلبة) مستواهم أحسن، عاوز لما ادخل اراقب عليهم في الامتحانات الاقي الطلبة بتعرف تكتب اسمها!

ايوه دي حقيقة كان في طلبة انا شوفتهم بعيني مش بيعرفوا يكتبوا اسمهم!

انا فاكرة طالب اسمه إبراهيم، كان في مستوى المبتدئين بعد التقييم القبلي، لاقيته خلال 10 أيام بس بقى في مستوى القصة (وهو أعلى مستويات القراءة اللي بيعرف يقرأ قصة قصيرة بشكل صحيح).

فاكراه لأنه جالي في الفصل في يوم وقالي:

شكرًا لأنكم خلتوني زي زمايلي بعرف اقرأ واكتب واحسب زيهم ومبقتش بكسف اجي المدرسة زي الأول، انا بقيت بحبها.

وغير إبراهيم في طلبة تانيه كتير كانوا متحمسين وعاوزين يكملوا البرنامج للآخر برغم كل الظروف.

والحماس كان واصل لينا احنا كمعلمين كمان، شوفتنا للأولاد وهما مستواهم بيتقدم كده قدام عيني كان بيخليني مبسوطة اوي بيهم وفخورة بنفسي واللي بعمله.

كأنك بتعلم ابنك الصغير ازاي يمشي وتشوفه يوم ورا يوم وهو بيمشي خطوة بعدين خطوتين بعدين 3 خطوات بعدين بيمشي لوحده... او كأنك بتزرع شجرة وبعد 30 يوم بتخضر وتكبر وتطلع ثمرتها ... احساس جميل يستاهل.

أثر البرنامج كبير وفعلاً بتمنى كل الطلبة تشترك فيه لو هيكرر تاني، وأثره عليا أنا شخصيًا عمره ما هنساه ولا اولادي في البيت كمان، أنا كنت بروح البيت من التدريب من شدة حماسي بجرب مع ابني اللي عنده خمس سنين الأشظة بتاعت البرنامج، واعلمه ازاي يقرأ او يحسب، فاكره كويس جدا لما عملت معاه نشاط العصا (نشاط يعلم الطالب كيفية العدّ بطريقة مختلفة عشان يقدر يجمع او يطرح رقم او اكتر) كان مبسوط، وكان هو اللي بيجري كل يوم يجيب ليا لعصيان عشان اشرح له.

لو الأثر مكانش غير على ابني بس ف ده كافي بالنسبة لي ومُرضي وهيشجعني اتعلم  واطور نفسي عشانه.

اكتر حاجة فرقت معايا خلال رحلة التعلم دموع البنت اللي مكانتش بتعرف تحسب القسمة المطولة ولما جت اخر البرنامج بقت بتحسب النتيجة بعينها، دمعت من فرحتها بنفسها وخلتنا احنا كمان ندمع معاها."

انتهت القصة لحد هنا. لكن الأثر مش بينتهي وممتد لآخر حرف ولآخر كلمة وآخر درس جوه الفصل.

من حق إبراهيم وزيه كتير انهم يلاقوا فرصة تانيه يتعلموا فيها، مجرد فرصة لمستقبل قد يكون أفضل لو بس راح المدرسة وقرر انه يتعلم النهارده حاجة جديدة من غير من يكون مكسوف من نفسه ولا حاسس انه مختلف عن زمايله نتيجة لظروف مش بإيده وذنب مش ذنبه.

 

نبذه عن المشروع:

"التدريس القائم على المستوى الصحيح" TaRL هو برنامج هدفه تحسين مهارات القراءة والحساب للطلبة في الصفوف الابتدائية بالمدارس الحكومية عشان نضمن فرصة أحسن لتعليم أفضل لكل طفل. بيتم تقسيم الطلبة مجموعات ة على حسب مستواهم الدراسي وفقًا لأداة تقييم يستخدمها المعلم عشان يقدر يحدد مستوى كل طالب، وبعد 30 يوم من البرنامج بيتم عمل تقييم بعدي للطلبة عشان نحدد مستوى تقدمه.

البرنامج بدأ تنفيذه لأول مرة في الهند، وبدأ تنفيذه لأول مرة باللغة العربية في مصر مايو سنة 2020.

لحد دلوقتي تم تدريب 230 مُعلم على استخدام الدليل التعليمي في 4 محافظات هما (القاهرة، بني سويف، سوهاج، قنا) بإجمالي 50 مدرسة، وتم عمل الاختبار القبلي لعدد 9400 طالب في 50 مدرسة حكومية بالصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي.

ازاي مستقبل 100 طفل ممكن يتغير في 10 أيام؟

لما يبقى في زي أستاذة أسماء في كل مدرسة بتنفذ البرنامج.

 

استنونا في قصص تانيه في مرات جاية....

اشترك في النشرة الإخبارية
Newsletter