ياترى لو سألتك:  “انت مين؟” هتقول إيه ؟ 

ياترى انت فاهم نفسك كويس وعارف مميزاتك وعيوبك اللي محتاج تشتغل عليها وتعدلها؟

وليه بنلاقنى حد يقدر يجاوب على السؤال الأول بطلاقة  وحد تانى يسرح كثير علشان يقدر يجاوب، وممكن يقولك ماعرفش؟

إنك تعرف نفسك مش حاجة صعبة وممكن تتعلمها بس قبل مانتعلم لازم نفهم الشخصيات المختلفة اللي جوة كل واحد فينا.

 علماء النفس بيقولوا إن كل واحد مننا جواه ثلاث شخصيات لابسينه !

ماتقلقش، الشخصيات دي موجودة معانا من واحنا صغيرين وبنكتسبها من أسلوب التربية  ومن البيئة اللي بنعيش فيها .

مافيش مشكلة خالص إنهم يبقوا موجودين معانا، بالعكس لازم يكونوا موجودين . بس المهم والأهم هو تحكمنا في إظهار كل شخصية باللي يناسب الموقف والتوقيت.

 إيه هي الشخصيات دي؟

 إحنا جوانا شخصية الطفل والوالد و الراشد.

 ومش بس كده، الطفل ده كمان له ثلاث أشكال :حر – متكيف وهادئ – عنيد،  والوالد كمان بيظهر بشكلين: راعي وحنون – ناقد، و الراشد، وهو العاقل الحكيم المتزن.

الشخصيات دي كلها لازم تكون موجودة معانا ومهم جداً إني أغير في الشخصية اللي أنا بلعبها حسب الموقف اللي أنا فيه.  يعني مثلا وانا في رحلة مع أسرتي أو تلامذتي، هلبس أنهي شخصية؟ أكيد مش هلبس الوالد الناقد ولا الطفل العنيد. أنا هنا محتاج أنتقل بين الطفل والوالد الراعي لأن الموقف بيتطلب كده. طيب لو أنا في موقف بيتطلب قرار مصيري أكيد هلبس شخصية الراشد، وهكذا.

الوعي بالذات، موضوعنا الأساسي، هو إنك تبقى عارف انت متقمص أنهي  شخصية في اللحظة دي وهل الشخصية اللي انت اخترتها دي مناسبة للموقف ده ولا لأ. 

ومش بس كده، اختيارك لازم يكون مبني على معرفتك بعيوب وميزات كل شخصية وبالتالي الشخصية اللي بتختارها لازم تكون مناسبة للموقف. 

طب إحنا كتير بنقابل ناس في حياتنا غريبة جداً، تلاقيه بيثور على موقف تافه جداً ويزعق بصوت عالي، وتحاول تفرمله لكن مفيش فايدة والمشكلة بقى لما تواجهه بمشكلته يصر ويقول أنا ماعملتش حاجه غلط وأنا صح (وهنا بيتقمص شخصية الوالد الناقد او الطفل العنيد).

أكيد الشخصيه دي ماعندهاش وعي بنفسها و شايفة نفسها صح دايماً وده لأنها بتعاني من الذات المزيفة اللي بتخدع صاحبها.

طيب إيه السبب في ده؟

اكيد أسلوب تنشئتهم الاجتماعية كان مختلف.. بيئة بتسمع وتحتوي وتفهم وتحترم، وبيئة طول الوقت لوم ونقد ومقارنات وإهانات وإساءات. 

 طيب نعمل إيه؟

حاول تتبع الخطوات اللي جاية اللي هتساعدك إنك تبدأ رحلة الوعي بذاتك:

  • راقب نفسك وكل يوم استرجع ثلاث مواقف مرت بيك وحاول تكتب كل موقف وحدد نوع شخصيتك كانت مين فيهم (الطفل(حر-عنيد-مطيع) – الوالد (راعي-ناقد) – الراشد).
  • بعد أسبوع هيبقى عندك ٢١ موقف مكتوبين، حاول تشوف إيه أكثر شخصية غالبة عليك. حاول تشوف المواقف دي تاني وتشوف الشخصية دي كانت مناسبة للموقف ولا لأ.
  • لو الشخصية دي ما كانتش هي المناسبة حاول تفكر مين الشخصية اللي كنت لازم تكون لابسها وحاول تكتب أو تعيد السيناريو تاني و شوف هتتعامل إزاي.
  • تخيل نتائج تغيير الشخصية بالشخصية المناسبة.

 لو اتبعت الخطوات دي، أكيد هتعرف نفسك أكتر، وعلشان تقدر تنفذ الكلام ده لازم تفكر في شخصية مساندة تقدر تقدم لك الدعم والمساندة النفسية و تقوم معاك بدور (الوالد الراعي – الراشد).

عزيزي المعلم كلامنا ما انتهاش عن الوعي بالذات ولسة لكلامنا بقية ..انتظرونا المقالة القادمة 

مع تمنياتى لك بجولة حرة وكلها تأمل داخل ذاتك علشان تعرف نفسك صح.

عزة محمد سليمان

أستاذة عزة هي استشارى أسرى وتربوي حاصلة على ماجيستير في الصحة النفسية وهي مدربة معتمدة من كل من الأكاديمية المهنية للمعلمين وجامعة القاهرة واتحاد المعلمين العرب ومن الأكاديمية الدولية للتدريب، قامت بإعداد وتنفيذ العديد من الدورات التدريبية للمعلمين والأخصائيين النفسيين وأولياء الأمور فى العديد من محافظات الجمهورية وشاركت فى إعداد دليل الأخصائي النفسي المساعد بالأكاديمية المهنية كما شاركت في إعداد دليل أنا كبرت للأخلاق والمواطنة، وبدأت مبادرتي "تعالوا نربي صح" و "تعالوا نصحح ألعابنا" بمدارس القاهرة.