“إيه؟ هتسيب الهندسة و تشتغل في التعليم؟! طب والسنين اللي قضيتها في الكلية، والدولارات اللي اتصرفت على تعليمك، و الخبرة العملية اللي في “السي ڨي”…كل ده هتضيعه؟! وبعدين هنقول إيه للناس؟ و لو روحت تتقدم لوحدة أهلها هيقولوا عليك إيه؟”

الكلام ده اتقال لناس كتير،أنا منهم (باستثناء آخر جملة طبعاً) لما قرروا يغيروا مسار حياتهم العملية من الهندسة للتعليم.، منهم ناس كانت كارهة الهندسة من الأول، ومنهم ناس لقت الاحتياج للاستثمار في التعليم أكثر إلحاحا من الشغل في الهندسة، ومنهم إللي ببساطة لقي نفسه في التعليم أكثر من الهندسة ومنهم إللي حس بمدى انفصال دراسته النظرية البحتة عن الواقع وقرر إنه يشتغل من داخل المنظومة التعليمية عشان يغيرها لولاده في المستقبل.

 في كل الأحوال، معظم ردود فعل المجتمع تجاه خطوة التغيير الشامل دي بتبقي سلبية بما إن الهندسة في بلدنا بقت رتبة مش مجرد مجال، ولكن بعيداً عن الوجاهة الناتجة عن الكلاكيع المجتمعية تجاه الهندسة، في مهارات مكتسبة من مجال الهندسة بتساعد في التعليم ، أشهرهم إن اللي درس هندسة شاف ضغط عصبي وذهني بيخليه يقدر يستحمل أي حاجة، زي الصاعقة بالظبط! و بالرغم من إن الخلفية الهندسية ممكن تخلي الواحد يواجه تحديات معينة لما يتجه لمجال التعليم – زي الفرهدة من التعامل مع البني آدمين والصعوبة في التعامل مع الأشياء غير الملموسة أو الرغبة في ترجمة كل حاجة بطريقة كمية، أوعدم ممارسة الحرص الكافي في التجارب إللي عواقبها على الأشخاص أكتر بكتير من عواقبها على اللابتوب، إلا إنه لما سألت ناس درسوا هندسة أوحاسبات ومعلومات ليهم في مجال التعليم، كلهم قالوا إن المزايا بتفوق التحديات وأجمعوا إن أكثر ٣ مهارات فادتهم في التعليم كانت الآتي:

١. التفكير الإكسلنسي

الهندسة بتخلي الواحد يفكر بطريقة “معينة” – طريقة فيها نظام ومنطق وجانب تحليلي كبير وده بسبب التعرض لمشاكل كتير، مشاكل كدة زي مسائل الفيزيا والديناميكا المجعلصة، يعني إيه؟ يعني الهندسة بتخلي الواحد يعرف يشوف الحاجة الكبيرة بطريقة شمولية ويعرف كمان يكسرها لأجزاء يسهل التعامل معاها،ويلاقي أنماط متكررة يقدرعلى أساسها يحدد المفيد وغير المفيد بشكل موضوعي. الهندسة كمان بتخلي الواحد يعشق التجربة والاختبارحتى لو كان ده بيؤدي في بعض الأحيان لماس كهربائي في البيت أوحروق من الدرجة الأولى.

٢. التكنوقراطية

الجزء دة بينطبق على إللي بيسيب الهندسة ويشتغل في أي وظيفة تابعة للمجال الأكاديمي، سواء كباحث أو مدرس أو مدرب لمادة علمية هو اشتغل فيها أودَرَسها. لما بيبقى الشخص الأكاديمي عنده خلفية شاملة وأكتر من المطلوبة منه عن مادته، ده  بيدي ثقل ناتج عن تجربة وعلى أساسه المدرس أو المدرب بيبقي متمكن جدا من مادته و بيقدر يوظف كل جزء فيها في مكانه الصح و بالتالي بيكون الطالب عنده ثقة أكبر في الكلام إللي بيتقال، في الحالة ديه الإضافة بتكون ناتجة عن واقع وتجربة شخصية وفيها ربط بسوق العمل بدل ما يكون كلام نظري.

٣. التعامل مع وَحش التكنولوجيا

التكنولوجيا دلوقتي بتلعب دور مهم في التعليم، سواء كتعلم إلكتروني أو كأداه للتواصل وتبادل الخبرات بشكل سهل وفعال. إللي درس هندسة  بيقدر يتخيل إزاي التكنولوجيا ممكن تُستغل لمصلحة الطالب، ومدى اعتماده عليها واستفادته منها. إللي كمان ليه في البرمجة وال GAMING بيقدر يفكر إزاي يخلي التعليم ممتع زي ألعاب الڨيديو.

ياسمين هلال