مع قرب وقت التقديم على المدارس، كتير من أولياء الأمور بيحسوا بقلق وتوتر من صعوبة قرار الاختيار، وهو فعلا قرار مش سهل، فهحاول في المقالة دي أوضح بعض المعايير اللي ممكن تساعدنا في اتخاذ القرار.

في الأول مهم إننا نفتكر إن مفيش مدرسة واحدة هتكون أحسن اختيار لكل الناس أو العكس. كل أسرة ليها أولوياتها، عشان كده ممكن نسأل عن نفس المدرسة ونسمع آراء كتير مختلفة ومتضاربة، وعلشان كدة، مهم جداً إني قبل ما أبدأ أبص على المدراس، أقرر مع نفسي أنا إيه المهم بالنسبة لي وبالنسبة لينا كأسرة، و ده ممكن أحدده بناءاً على قيمنا في البيت وأهدافنا من التعليم، وكمان على حسب طبيعة واحتياجات إبني أو بنتي. 

طبعا في معايير خارجية أكيد هناخدها في الاعتبار مش محتاجين نتكلم فيها، زي مثلا الميزانية المتوفرة وقرب المدارس من البيت، و نظافة المكان، ونوع النظام التعليمي سواء حكومي،أو خاص أو دولي.

و ال7 معايير  دول من أهم المعايير اللي مهم آخد بالي منها وممكن تساعدني أعرف أحكم على المدرسة اللي بختارها:

١. نسبة المدرسين والمساعدين بالنسبة للأطفال

كل ما كان عدد الأطفال في الفصل مناسب لعدد المدرسين الموجودين في الفصل كل ما كان أحسن، خاصة في السن الصغير. في سنوات الحضانة مثلاً وأول مرحلة ابتدائي يفضل يكون في مدرس أو مساعد لكل ١٠-١٢ طفل، بمعنى إن الفصل اللي فيه مدرس واحد ومساعد واحد يكون فيه في حدود ٢٠-٢٥ طفل بالكتير، طبعا مش لازم الأرقام دي بالظبط بس ده هيساعدنا أكتر في الحكم. وده أهميته إيه؟ إن دي النسبة اللي الأبحاث لقت إن المدرس فيها يقدر يدي التركيز الكافي اللي محتاجه الطفل في السن ده. وكل ما السن بيكبر، النسبة دي ممكن تقل.

٢. اختيار المدرسين وتدريبهم

من حق الأم والأب إنهم يسألوا على معايير التعيين والتدريب الخاصة بالمدرسات والمدرسين، لإن دول هم الناس اللي هيقضوا وقت كبير مع أولادي وهيعلموهم. هل المدرسة بتعين أي حد لوظيفة المدرس؟ ولا بتشترط  دراسة أوتخصص وخبرة؟ مع إنه شيء مقبول عندنا في المجتمع إن أي حد، مثلا مستواه في اللغة كويس، ممكن يشتغل في التدريس، بس في مدارس بتهتم بإن يكون في كل فصل على الأقل حد عنده خلفية كافية في دراسة التربية والتعليم، ودراية باحتياجات الطفل النفسية والذهنية في كل مرحلة. وشيء جميل كمان إن المدرسة تكون بتهتم بتطوير مهارات المدرسين وبتوفرلهم تدريبات وفرص للتنمية المهنية اللي بتساعدهم يطوروا من نفسهم ويستخدموا الأساليب الحديثة في التعليم. وما فيش أي إحراج في إننا نسأل عن نوع التدريبات ومين اللي بيديها وتخصصه إيه، لأن كل دي أسئلة من حقنا نعرفها.

٣. أساليب التربية والتهذيب المستخدمة في المدرسة

سؤال أساسي محتاجين نسأله : “بتتعاملوا إزاي مع الطفل لما بيغلط؟”، هل المدرسة والمدرسين على علم بوسائل التربية الإيجابية والحديثة والناس اللي بتشتغل مدربة على الأساليب دي ولا لسه بنستخدم أساليب غير فعالة ومضرة أحيانا؟ هل مثلا مسموح للمدرس إنه يزعق أو يهين الطالب بأي شكل؟ إزاي بيشجعوا الأطفال إنهم يلتزموا بالقواعد والنظام وإيه اللي بيحصل لما حد يكسرها؟ لإن طبيعي إن إبني أو بنتي هيغلطوا مرة واتنين، فهل البيئة في المدرسة هتساعد الطفل إنه يطلع أحسن ما عنده ويتعلم من أخطائه ولا هتحطم في ثقته بنفسه وتضر شخصيته؟ هل في تفهم للاختلافات الفردية و استعداد لتقبلها؟ لو إبني حساس مثلا شوية أو بنتي بتحب تتحرك كتير، هيتفهموا ده ويعرفوا يتعاملوا معاه ولا ساعتها الطفل هيتعامل إنه عنده مشكلة والاختلاف ده هيكون غير مقبول؟

٤. منظور المدرسة للتعليم والتعلم

هل الاعتماد والتركيز الوحيد على الكم المعرفي والدرجات والإمتحانات؟ ولا بنركز على مهارات التفكير العليا وبنشجع حب المعرفة لذاتها وبنطور المهارات الحياتية على قد ما احنا بنركز على المادة العلمية؟ هل في مقارنة بشكل متواصل بين الأطفال ومتوقعين منهم كلهم يحققوا نفس النتائج في نفس الوقت؟ ولا بنقارن الطفل بنفسه وبنتابع تطوره ومحترمين سرعته هو اللي بطبيعة الحال هتختلف من طفل لطفل؟ هل بنبدأ من سن صغير مقارنات وتنافس وامتحانات وواجبات بشكل عالي؟ ولا بنركز أكتر على إننا، خاصة في المراحل الأولى، نحبب الطفل في الدراسة والعلم ونشجعه يفهم نفسه واللي حواليه بشكل أحسن؟ وإيه الأسلوب المستخدم في توصيل المعلومات؟ مع الأسف، في مدارس حتى لو بتستخدم المناهج الدولية، بتعتمد في طريقة توصيل المعلومة على أسلوب التلقين والحفظ، إحنا بندور على المدرسة اللي بتركز على التفكير النقدي، واللي بتشجع الطفل على التساؤل واختبار المعلومات، وإنه يفهم اللي بيتعلمه ويجربه بإيده، ويتعلم وهو بيلعب ويستمتع، مش وهو قاعد بس يسمع معلومات من إتجاه واحد وماعندهوش مساحة للمشاركة.

٥. استعداد المدرسة للاستماع والمناقشة مع أولياء الأمور

كل مدرسة مهما كانت كويسة هيكون عندها مشاكل، بس مهم أوي أعرف إستعداد المدرسة لتقبل الآراء والقدرة على النقاش، لإن ده مهم جدا عشان أعرف هل لما حاجة ما تعجبنيش أو مشكلة تحصل هعرف أتناقش مع حد وفي حد هيبقى عنده إستعداد يفهمني ونفكر في حلول؟ ولا هيكون في تعسف وعدم قبول لأي نقد بناء؟ حاجة زي كده ممكن أعرفها أكتر من أولياء أمور ليهم ولاد في المدرسة.

٦. شكل الجدول اليومي ومدة الفسحة أو الراحة

لإن دي حاجة تانية هتوضحلنا فهم المدرسة لاحتياجات الأطفال، اليوم الدراسي طويل، وفي أوقات كتير بيكون صعب وممل بالنسبة للطفل، الطفل محتاج  مساحة للحركة والخروج من الفصول، وقضاء وقت كافي في مساحات مفتوحة على الأقل مرتين أو تلاتة في اليوم، وده علشان يتحرك ويفرغ الطاقة ويكون عنده مساحة تاني للاستيعاب وتلقي معلومات جديدة.

٧. المنظور الواسع لدور المدرسة ومسئوليتها تجاه الطفل

المدرسة شايفة دورها إيه؟ هل إنها تخرج أطفال أصحاء وسعداء وناجحين في تحقيق توازن في حياتهم؟  المدرسة بتهتم ببناء شخصية سوية وطفل صحته الجسدية والنفسية كويسة بنفس قدر إهتمامها بالدرجات والنتايج؟ هل شايفين إن من مسئوليتهم تجاه الأطفال إنهم يساعدوهم يكتشوفوا إهتماماتهم ومواهبهم؟ عارفين يمكنوا الطفل من إنه يفهم نفسه واللي حواليه بشكل أفضل؟ بيشتغلوا على المهارات الإجتماعية والعاطفية والجسدية والذهنية مع بعض؟ ولا مركزين على جانب واحد أو ليهم نظرة ضيقة في دورهم وتأثيرهم على الطفل؟

زي ما قلنا، كل أسرة ليها أولويات، دايما نفتكر إن ولادنا هيقضوا نسبة كبيرة أوي من يومهم في المدرسة، وشخصيتهم وطريقة تفكيرهم وثقتهم بنفسهم هي اللي هتعيش معاهم طول عمرهم، مش درجاتهم ونتايجهم.

لازم ندور على المكان اللي هيخلي إبني وبنتي واثقين في قدراتهم وإمكانيتهم، حابين نفسهم، بيتعلموا الإحترام عشان الناس بتعاملهم بإحترام، وعارفين يستمتعوا بطفولتهم اللي مش هيعيشوها تاني.

مي علوي

مي علوي، متخصصة معتمدة في التربية الإيجابية، ومؤسسة منظمة Raising Happy لخدمات التربية التي تهتم بنشر ثقافة التربية الإيجابية فى مصر.

قامت مي  بمساعدة مئات الآباء والأمهات في مشوار تربيتهم لأبنائهم وبناتهم كما قدمت العديد من الدورات التدريبية للمدرسين والأخصائيين الاجتماعيين .

وحصلت مي على شهادات ورخصة ممارسة في التربية الإيجابية من The Parent Practice & Positive Parenting من إنجلترا، كما تم اختيارها من منظمة يونيسف مصر UNICEF Egypt كإحدى خبيرات التربية في الحملة القومية للتوعية عن العنف ضد الأطفال والتربية الإيجابية .

 مي لديها خبرة ١٠ سنوات في مجال التنمية والتعليم، وتقوم الآن بتحضير ماجستير في علم النفس ويمكنكم معرفة المزيد عنها وعن منظمة Raising Happy من خلال صفحتها على الفيس بوك.