التربية في زمن الكورونا: سلسلة مقالات قصيرة عن التربية في ظروف الكورونا

العناية بالصحة النفسية للآباء

دايمًا الأم والأب بيحطوا مصلحة أبنائهم ورراحتهم قبل أي حاجة وده طبعا شيء طبيعي ومهم وجميل، بس أحيانا بيحصل بشكل مبالغ فيه لدرجة إنهم بينسوا احتياجتهم هما الشخصية وبيهملوها تماما، وده مع الوقت ممكن يضر صحتهم النفسية وبالتالي بيضر أولادهم.

ظروف الحياة صعبة وبالذات في الوقت اللي احنا فيه، بس مهم دايما إننا نفكر نفسنا كآباء إننا نفكر من صحتنا النفسية مش رفاهية ولا دلع، ولا حاجة تتساب للآخر لو اتبقى ليها وقت بعد ما الأولاد والشغل والبيت يبقوا تمام، لإن ده عمره ما هيحصل. وتقصيرنا في حق نفسنا مع الوقت بيزود تراكم الضغط النفسي وهنلاقي نفسنا ما عندنا مخزون نفسي وعاطفي نديه لأولادنا، وهنبقى بنتعصب كتير وما عندناش خلق نسمعهم ونتكلم معاهم أو حتى نلعب ونقضي معاهم وقت متع.

طيب نعمل ايه؟  دي شوية أفكار ممكن تساعدنا، مش هنقدر نعمل ده طول الوقت ولا كل يوم، بس نحاول على أد ما نقدر حتى لو نفذنا بعضها بس في بعض الأيام:

١- زي ما قلنا الروتين مهم لأولادنا فهم مهم لينا احنا كمان.

٢- ناخد بالنا من صحتنا الجسدية عشان ده جزء مهم من الرعاية بالنفس وعشان غير طبعا إن صحتنا مهمة جدًا، هي بتأثر بشكل مباشر على المزاج والحالة النفسية. نحاول ندخل في الروتين بتاعنا أكل صحي، مواعيد نوم مظبوطة وأي نوع من الرياضة أو الحركة بشكل عام، وده ممكن يتعمل مع الأولاد وتكون عادة صحية لينا كأسرة.

٣- نخصص وقت لنفسنا، حنى لو نص ساعة في اليوم، ممكن بعد ما الولاد يناموا أو نصحى بدري قبل ما يصحوا، نقعد نعمل فيه حاجة بنحبها أو حتى نقعد قاعدة مريحة في هدوء.

٤- لما نيجي نقضي وقت مع الأولاد نحاول على أد ما نقدر ندور على حاجة كلنا هنتبسط واحنا بنعملها، ما نفكرش في إن هما بس يتبسطوا في كل النشاطات عشان الموضوع ما يحولش لواجب وإلتزام بس من نحيتنا. ونحاول نخلي في وقت معاهم فعلا للإستمتاع فقط، من غير نصايح ولا هدف تعليمي، ولا لوم أو تخطيط لوقت تاني.

٥- نحاول نتواصل مع الناس اللي بنحبها من صحابنا وعليتنا ومش قادرين نشوفهم عشان الظروف، حتى لو مكالمة تليفون يتخصص لها وقت عشان ما توقعش مع زحمة اليوم.

٦- نتأكد إن في وقت للروحانيات في يومنا ويكون واخد حقه وبيحقق الغرض منه.

٧- الأزواج يحاولوا يقضوا وقت مع بعض حتى لو ساعة في الإسبوع وبردو نتجنب فيها كلام عن المسئوليات والطلبات والإلتزامات، يكون الهدف الأساسي منها التواصل والمشاركة.

٨- لو يوم مضغوطة زيادة أو مزاجي مش كويس، أقول لأولادي بطريقة تناسب سنهم إني مضغوطة شوية انهاردة وإزاي يقدروا يساعدوني، وده يعلمهم يقدروا مشاعر اللي حواليهم ويعلمهم كمان يعبروا عن مشاعرهم معانا لما يحتاجوا.

٩- نطلب مساعدة لما نحتاج، سواء مساعدة من اللي عايشين معانا بما فيهم الأولاد في مسئوليات البيت، أو مساعدة من متخصصين لما نحس إن حالتنا النفسية مش كويسة لفترة طويلة ومش قادرين نساعد نفسنا.

مي علوي

مي علوي متخصصة علاج نفسي وتربية. مي هي مؤسسة منظمة رايزنج هابي لخدمات التربية والإستشارات النفسية. مي حصلت على ماجستير في علم النفس من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وحصلت على التدريب في التربية الإيجابية في المملكة المتحدة. مي قامت بتدريب مـئات الآباء والمدرسين والأخصائين على أسس التربية الإيجابية والصحة النفسية للأطفال والمراهقين.

 مي لديها خبرة ١٠ سنوات في مجال التنمية والتعليم،  ويمكنكم معرفة المزيد عنها وعن منظمة Raising Happy من خلال صفحتها على الفيس بوك.