#أثر_الفراشة

طريق التغيير يبدأ بخطوة!  

20201222_142250
أميرة إلهامي

سماح.. هذه  المعلمة  الدؤوبة الماهرة... التي استشعرت ورأت نجاح المعسكر  التدريبي الذي قامت به مؤسسة علمني في احدى المدارس الحكومية ببني سويف فقررت إعادة التجربة بنجاح  مرة أخرى.

كان حلم سماح أن يستشعر الطلبة أن مدرستهم هي بمثابة المنزل الثاني، الذى يساعد على غرس قيم هامة كالمثابرة والمسؤولية والاحترام والتعاون المتبادل..كذلك تعلم مهارات مختلفة تساعد على تنمية الروح الإبداعية لدى الطلبة كالغناء والرسم والتمثيل الذى يساعد على خلق نوع من الارتباط بين الطالب ومدرسته. 


أرادت المعلمة الناجحة أن تجعل التغيير يأتي على أيدي الطلبة أنفسهم..ليعلموا أن التغيير دائمًا يبدأ من الداخل  ثم يكبر هذا التغيير ليعم البيئة المحيطة والمدرسة، فالتغيير دائمًا يأتي من الداخل أولًا. 


شرارة الانطلاق جاءت من فكرة بعمل معسكر تدريبي يساعد الطلبة على تغيير سلوكهم. 

تقول سماح :"جاءتني الفكرة أولا كأم، وليس فقط كمعلمة، حريصة على تغيير سلوك الأطفال، ومن داخل اجتماع الأمهات بالمدرسة..انطلقت الفكرة في رأسي مثل اللمبة التي اَضاءت وسط كم من التساؤل.. كيف نغير سلوك أولادنا؟؟


اقترحت الفكرة على الأمهات أولًا.. ولقت الفكرة ترحيب كبير من الأمهات ومن زميلاتي المعلمات.


 تضيف سماح: "عزمت على إقامة معسكر على مدار ٣ أيام..يعمل على تنمية مهارات الطلبة وتعديل سلوكهم...وإرساء قيم المثابرة والتعاون والمسؤولية والاحترام في التعامل مع ذويهم والمعلمين مع ترسيخ روح العمل الجماعي بين الطلبة..ومساعدتهم على التمتع بروح القيادة. 


ولتعزيز روح التعاون بين الطلبة، استعانت سماح بطلبة من الصف الرابع والخامس لمساعدة زملائهم الأصغر سنًا.  تقول سماح: أن هذا التعاون اسعد أيضا طلبة الصف الرابع والخامس وعزز لديهم الشعور بالمسؤولية وروح القيادة والمشاركة. 


ساعد المعسكر على بناء جسر من المحبة والثقة والاحترام بين سماح المعلمة المتفانية في عملها والطلبة من السنوات الدراسية المختلفة..بما فيهم السنوات الدراسية الأولى...وتقول سماح أن الطلبة أصبحوا متعلقين بها والنشاط الخاص الذي تم خلال المعسكر على مدار ثلاث أيام...ثلاث أيام من التغير ومن تعلم المهارات وتعلم القيم بطريقة غير مباشرة  من خلال أنشطة فنية وتعليمة متنوعة.


"الطلبة دائما بحاجة إلى الخروج من الفصل! وقيود الفصل الدراسي!  هم بحاجة إلى الخروج منه وعمل أنشطة مختلفة تعبر عن روح الانطلاق بداخلهم..كالغناء والتمثيل والرسم واستخدام الصلصال، فالأطفال بحاجة للشعور بالانطلاق لخلق روح الإبداع لديهم"...تقول سماح.


المعسكر كان ٣ أيام فقط لكنه هو بمثابة بذرة لنبتة يجب أن يتم رعايتها بصفة مستمرة.. لتترك أكبر أثر في سلوك الطلبة وإرساء القيم لديهم.


إدارة المدرسة..دعمت تنفيذ الفكرة بشكل كبير ولم  تترد في إتاحة الوقت والمساعدة لإقامة معسكر ناجح يرسخ قيم  هامة في نفوس أبناء المدرسة.


و عن الأثر المستمر أو أثر الفراشة للمعسكر تقول سماح: “لمست التغير في الطلبة كما لمسوه جميع المعلمين  تغير ملموس في سلوك الطلبة من التزام واحترام وتحمل. اشعر دائما باختلاف بين الطلبة الذين حضروا المعسكر وبين زملائهم الذين لم يحضروه..اختلاف في القدرة على تحمل المسئولية والتمتع بروح  القيادة..في الواقع حدث نوع من الغبطة المحمودة..أصبح الطلبة في السنوات المختلفة، خاصة السنوات المتقدمة، الذين لم يلتحقوا بالمعسكر..يتطلعون إلى إقامة المعسكر مرة أخرى لما رأوه من تأثير إيجابي على زملائهم، لذلك لن أتوقف..سأستمر في إقامة معسكرات أخرى، فالسعادة والشغف والانطلاق الذي رأيتهم في عيون الطلبة خلال المعسكر هو بمثابة دفعة قوية لي للاستمرار في طريق التغير فطريق التغيير يبدأ بخطوة وحلمي بالتغيير، لن يتوقف عند هذا المعسكر..تلك هي نقطة البداية فقط! سأستمر على هذه الروح  في الطلبة!

أميرة إلهامي
اشترك في النشرة الإخبارية
Newsletter