"أنا السندباد، أنا بطل القصة، عانيت كتير عشان اوصل لحد عندكم هنا، انا فخور بيكم وبكل اللى انجزتوه خلال التلت ايام للمعسكر، بس قبل ما احكي ليكم عن اللى حصلى عشان اعرف اجي هنا، عاوز اقولكم على حاجه مهمة. كلكم جواكم سندباد محبوس زي ما انا ما كنت محبوس قبل ما اهرب واجي هنا، بس الفرق انكم انتو حابسينه جواكم، رافضين انه يتحرر ويطلع للنور، يمكن يكون خوف ويمكن .يكون ضعف، بس التحدي الأكبر هيكون انك تواجه كل مخاوفك وكل نقط ضعفك، عشان تحرر السندباد اللى جواك"... مقولة السندباد في المعسكرات

" يشرك المعسكر الطلاب في قصة شيقة تستمر طوال الأيام الثلاثة للمعسكر حيث نقدم شخصيات وأحداث تحبك القصة وتثير اهتمام الأطفال وتشجعهم على العمل والتعاون والاستمتاع برحلتهم التعليمية لمعرفة ما يحدث في النهاية. " الموقع الرسمى لمؤسسة علمنى عن معسكرات الاطفال (السندباد)

مشهد1: الفيوم، بيهمو - أكتوبر 2018

كنا تانى يوم المعسكر وكان حصلت ظروف يومها فى الطريق، فى جزء من الفريق وصل قبل التانى، الجزء اللى وصل الاول انا كنت موجود فيه، دخلت المدرسة فوجئت ان عدد الاطفال زاد جدا عن اليوم الاول، دول جم منين دول: سألت نفسي ؟!!

عملت نفسي مش واخد بالى، وابتدينا الدايرة بتاعتنا، وقبل ما الدايرة تنتهى عشان المجموعات تبتدأ تطلع الفصول عشان نبتدى اليوم، قولنا: اللى اول يوم ليه النهارده ييجى على الجنب اليمين واللى جه امبارح يجي على الجنب الشمال، حيلة بسيطة يعني عشان نعرف نفصل الاعداد الزيادة 

كل مدرب مسؤل عن مجموعة أخد مجموعته وطلع على فصله، وتبقيت انا لوحدى مع حوالى 30 طفل 

30 واحد زيادة، صعب اوى يتوزعوا على المجموعات، كل مجوعة فيها من 25 ل 30 طالب وعشان المحتوى يبقى ليه تأثير وفعلا الطلاب يستفيدوا من المعسكر صعب جدا نحمل المدربين فوق طاقتهم، واحنا بنبقى ملتزمين بوقت وجدول ومحتوى، ده غير اللى واقف بره المدرسة مستنى الفرصة عشان يدخل معاهم، ولو حد دخل يبقى لازم كله يدخل مينفعش اميز حد عن حد، انا مش الادارة ولا الوزارة. اعمل ايه معاهم، يا ربي...

مفيش اختيار تانى لازم الولاد دول يمشوا قبل ما يتحول المعسكر لفوضى، اقترحوا إدارة المدرسة تدخل عشان تنهي الموضوع، وده كان حل مش مضمون.

فضلت ساكت شوية، بعدين بدأت موجه كلامي ليهم:

" أنا عارف انكم جايين النهارده نفسكم تحضروا المعسكر مع زمايلكم، وعارف انكم كان نفسكم تكونوا موجدين امبارح معانا، وعارف انكم مش عاوزين حاجه غير انكم تحضروا، تدخلوا الفصل وتقعدوا ساكتين، نفسكم تسمعوا وتتفرجوا على اللى بيحصل، بس اسمعونى كويس - فترة صمت شوية، ثم تملكت نفسي واكملت: انا كمان نفسي تحضروا على فكرة، ده بالعكس انا هفرح اوى لو كل المدرسة والمدارس اللى جنبنا حضرت، بس انتو عارفين.. مش كل حاجه نفسنا فيها بنعرف نحققها، انا عارف اللى بيدور فى راسكم دلوقتى، انتو مفكرنى بقول كلام وخلاص صح؟

طيب انا هحكي لكم حكاية عنى أنا

لما كنت صغير فى المدرسة فى سنة رابعة ابتدائي، ثانية كده 

- مين هنا فيكو فى سنة رابعة ؟

رفع معظمهم ايديهم، فأكملت: " لما كنت قدكوا كده يعني،  نقلت من المدرسة اللى كنت فيها لمدرسة تانيه عشان كنا نقلنا من منطقة لمنطقة، فكان لازم انقل من المدرسة لانها كانت هتبقى بعيدة عن بيتنا الجديد، كانوا خايفين عليا من الطريق والعربيات، والمدرسة التانيه كان فيها طلبة إعدادى كمان وكانوا دايما بيعملوا مشاكل وخناقات.

المهم، لما نقلت المدرسة الجديدة والدراسة بدأت قعدت فترة كبيرة مش بلعب ولا بكلم مع حد، لا فى الفصل ولا فى الفسحة، لانى مكانش لسه ليا اصحاب، وانا خلاص اتعودت على اصحابى فى المدرسة التانيه، كنت بتفرج علي زمايلى الجداد وهما بيلعبوا فى الحوش وانا قاعد فى جنب لوحدى، نفسي حد يقولى تعالى العب معانا، بس مكانش حد بيقولها ولا انا كنت بقول لاعبونى معاكم. 

المدرسة بقت صعبة اوي، انا مش عاوز اروحها تاني. انا عاوز ارجع لمدرستى القديمة، عاوز العب مع صحابى اللى هناك.

لحد ما فى يوم، كنا فى حصة العاب، كانوا بيلعبوا كورة، كنت انا قاعد جنب السور بلعب فى الأرض بالرمل والطين، فجأة لاقيت الكورة خبطت جنبى، اتفزعت، فكرت السور بيقع، بعدت بعدت عن السور بسرعة، سمعت حد بينده عليا بيقولى احدف الكورة. انتو مش لاقيين حتة تشوطو فيها الكورة الا اللي انا قاعد فيها، مسكت الكورة حطيتها على الأرض، وبمنتهى القوة وبسن حرف الكوتشي، شوطها. لدرجة ان رجلى وجعتنى. من بعدها اتعرفت فى كل المدرسة بكابتن ماجد، وكانوا بيلعبونى معاهم عشان عارفين ان الفرقة هتخاف منى عشان شوطة الكورة بتاعتى قوية . وهي لا كانت قوية ولا حاجه، بس ده خلانى احب المدرسة تانى، واتعرفت فيها على اصحاب لسه صحاب لحد دلوقتى."

انتو دلوقتى هتمشوا تروحوا تانى، انا عارف ان ده صعب عليكم، بس انا مش عاوز اوعدكم ومببقاش قد الوعد ده، لكن ممكن نسميه اتفاق، احنا هنعمل كل اللى نقدر عليه عشان نعمل معسكر تانى ليكو انتو بس، ولكل زمايلكم اللى واقفين بره.

وبلاش حد ييجى بكره، انا خلاص اتفقت معاكم خليكوا قد الاتفاق، و اول لما نتفق على معاد المعسكر الجاي المدرسة هتبلغكوا" ...اتفقنا ...؟

ومشيوا فعلا، كان فى بعضهم ماشي والدموع في عنيه، واللى مش مدمع ماشي وراسه فى الارض حزين، وانا كمان كنت فعلا دمعت.

على قد ما كان واضح جدا الاولاد دول محتاجين اد ايه فرصة  زي المعسكر بكل احداثه عشان يكتشفوا فيه نفسهم ويعبروا عنها، على قد ماهو مكانش واضح ان كمان انا محتاج نفس الفرصة، و يمكن أكتر منهم. يمكن يكون الظاهر اننا باللى بنعمله ده بنقدم للاطفال دول حاجة هما محتاجين ليها، لكن اللى مش ظاهر اننا باللى بنعمله ده بنعمل لنفسنا الاول قبلهم.

بنقدم لنفسنا الفرصة اننا ننتبه، ناخد بالنا، ونطمن نفسنا وسط صخب الحياة وضجيجها اننا لسه جوانا إنسان بيحس وبيغير وعنده أمل.

ممتن للفرصة اللي خلتني سندباد وممتن لكل حد صدقني وخلاني اصدق اني انفع سندباد 

عرفت مين هو السندباد؟

بالمناسبة:

تم عمل المعسكر الثاني بنفس المدرسة بعد شهر ونص وجبنا الأولاد نفسهم وكل اللي محضرش عشان يحضروا المره دي 

بحسب البيانات المتاحة: استفاد من المعسكرات دي حوالي 4000 طالب في 3 محافظات خلال سنتين وتم وقف التنفيذ نظرًا لجائحة كورونا وظروف المدارس لكن هترجع تاني قريب ...السندباد راجع.

وممكن تعرفوا اكتر عن المعسكرات وباقي المشاريع  من خلال الموقع الرسمي لمؤسسة عملني