"إذا تكلمت مع شخص بلغة يعرفها، فكلامك يذهب إلى عقله. و إن تكلمت معه بلغته، فكلامك يصل إلى قلبه" نيلسون مانديلا.

خليني أرجع بيكم لعصر ما قبل التاريخ. كانت المجتمعات مختلفة عن الحاضر، كانوا قبائل صغيرة متجولة بتدور حياتهم حولين جمع الثمار و الصيد و لما الثمار تخلص من المكان اللي هم موجودين فيه، كانو بينتقلوا لمكان ثاني عشان يعيدوا نفس العملية مرة ثانية و ثالثة. في طريقهم كانوا بيقابلوا قبائل ثانية، و أوقات كثيرة بيقرروا ينضموا لبعض، و بالتالي القبائل دي بتكبر و تكبر اكثر لحد ما يكونوا مجتمعات و بعدين إكتشفوا الزراعة فقدروا انهم يستقروا في مكان واحد و بدأوا ينشئوا حضارات و من الحضارات دي قدروا انهم ينتجوا و و يتطوروا عشان توصل البشرية للتطور التكنولوجي الرهيب اللي إحنا عايشين فيه دلوقتي. بس مسألتوش نفسكم سؤال مهم جدا؟ إزاي كانو هيقدروا يكونو المجتمعات دي من غير ما يكون فيه ما بينهم لغة للتواصل؟ و من هنا أقدر اقول لكم إن اللغة هي واحدة من اعظم الاختراعات اللي وصلت ليها البشرية، لأنها المفتاح اللي حل مشكلة عدم التواصل و فتحت لينا باب تبادل الأفكار و الثقافات اللي أدت للتطور اللي إحنا عايشين فيه.

أوكي! كفاية بقى الكلام الكبير ده و خلوني أشارككم الجانب الممتع في تعلم أي لغة جديدة و إزاي تساعدوا نفسكم على تعلم أي لغة.

أنا بعرف اتكلم ثلاث لغات و هم العربي و الانجليزي و الفرنسي و بعلم نفسي إيطالي. مش هقدر أقول انه اجتهاد كامل مني و لكن حظي كان حلو في الموضوع ده، لأني كنت في مدرسه فرنسية لحد ثالثة إعدادي و في ثانوي رحت مدرسة أمريكية و كنت بسافر كثير جدا. بس من واقع خبرتي المتواضعة في مجال اللغات أقدر أقدملكم السبَع تريكات لتعلم أي لغة.

١. المراكز الثقافية التابعة للسفارات

 المراكز الثقافية التابعة للسفارات بتعلم اللغة المنطوقة وثقافة البلد بشكل صحيح لأنها بتعرض المتعلم لimmersive experience  أو بتعلمه من خلال الانغماس في ثقافة البلد بمساعدة معلمين من البلد نفسها وبيتكلموا لغتهم الأم ولذلك هي أنسب مكان تتعلم فيه لغة وثقافة بلد، السنترز العادية في معظم الأوقات بيكون معندهاش ثقافة النطق الصحيح للهجة البلد اللي بنتعلم لغتها ولا بيكونوا على دراية كاملة بثقافتها، فالواحد  ما بيحسش بالتقدم من ناحية النطق والكلام وفكره مش بيختلط بثقافة البلد فممكن جدا يزهق أو مايلاقيش التقدم اللي هو كان متوقعه. نصيحتي ليكوا أنكو تروحو المراكز الثقافية التابعة للسفارات زي المركز الثقافي الفرنسي Institut Français والمركز الثقافي البريطاني The British Council والمركز الثقافي الإسباني Instituto Cervantes.

٢. الإنترنت و تطبيقات الموبايل

الإنترنت فرصة لازم أي حد عايز يتعلم لغة جديدة أنه يستغلها لأنه ممكن ياخد الواحد من نقطة الصفر لإجادة أي لغة، في تطبيقات ممتعة جدا مصممة لتعلم اللغات و أشهرها (Duolingo) اللي هيعلمك أساسيات اللغة بطريقة مسلية جدا و ميزته أنه مجاني بالكامل و موجود كموقع وكتطبيق. مش عارف أوصفلكو أد إيه Duolingo بيساعد، رائع! تجربتي معاه كانت رهيبة بجد، في اقل من شهر واحد قدر أنه ينقلني من مرحلة أني معرفش حاجة في الإيطلي غير Ciao لأني أفهم و أتكلم مبادئ اللغة و أنا حتى لسه ما عدتش ثلث الكورس اللي عليه. و ده كان مخليني مبسوط جدا و حاسس أني عملت حاجة حلوة لنفسي. غير (Duolingo) في (Babbel) وهو مناسب جداً للي مش بيحب يقعد قدام كمبيوتر وبيستعمل الموبايل أكتر و (Openculture) اللي بيركز على تعليم ثقافة البلد مع اللغة و (busuu.com) والموقع ده بيعتمد على الكورسات وكمان ممارسة اللغة بشكل حي مع مستخدمي البرنامج حول العالم من خلال الشات روومز.

 ٣. حب بلد اللغة و هتحب لغتها

لو حبيت البلد هتحب ثقافتها و هتلاقي نفسك عايز تعرف أكثر عنها واللغة عنصر أساسي في ثقافة أي بلد ، لما فضولك يكون هو اللي بيحركك ومش إنك مجبر أو ملزم هتعرف تتعلم وتجيد اللغة بجد، هتلاقي نفسك بتسمع مزيكة البلد دي و تتفرج على أفلامها و تحاول تقرأ كتبها، و ده كله بيصب في دماغك اللغة اللي بتسمعها فهتحبها أكثر وهتتعلمها أسرع، الأغاني و الأفلام أدوات مهمة جداً لتعلم أي لغة لأنها بتكشف لنا ثقافة البلد و لغة الشارع و اللهجات المختلفة والمزيكة بالذات بوابة مهمة لثقافة البلد لأن كل بلد ليها مزيكتها اللي بتميزها عن أي بلد ثانية.  أنا من صغري كنت بنجذب لثقافة أمريكا والبروباجاندا الأمريكة اللي ما تتقاومش والأفلام والبلوك باسترز و بحكم الظروف سافرت هناك أكثر من مرة، وسمعت كل أنواع مزيكتهم و إتفرجت على أفلامهم من غير ترجمة و دلوقتي الأمريكان لما بتكلم معاهم ما بيعرفوش إني أجنبي غير لما أقولهم. و نفس القصة حصلت معايا في إيطاليا لأني عندي صحابي طليان حببوني في البلد، ووروني قد إيه هم شبهنا و قد إيه اللغتين العربية المصرية و الإيطالي متأثرين ببعض وفيهم كلام كتير من بعض زي كلمة فبريكا و روشيتا و فاتورة، من الآخر: حب البلد و هي هتحبك.

٤. ماتخافوش تغلطوا و استخدموا لغتكم الجديدة أكثر 

الواحد ما بيتعلمش غير لما يغلط و ده ينطبق على كل حاجة في حياتنا بما فيهم تعلم اللغات، إتكلمو وعبروا بلغتكم الجديدة و ماتخافوش تغلطو لأنكم لسه بتتعلموا. الطفل الصغير مبيصحاش الصبح بيعرف يتكلم، بيسمع و بعدين يقلد غلط و بعدين يقلد صح و بعدين بيجرب يتكلم من غير ما يخاف يغلط و يكون جمل مش موجودة في اللغة لحد ما يتقن اللغة، ماحدش بيتعلم في يوم و ليلة، فمتخافوش و إغلطوا و جربوا، و هنا هنرجع للتريكة الأولى و هي المراكز الثقافية لأنها هي معمل التجارب بالنسبة لمتعلم لغة عشان يجرب اللي إتعلموا و لأننا كلنا بنتعلم من بعضنا و من أخطاء بعضنا، هتكلموا حد و هتغلطوا و ممكن يصلحلكوا بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر فهتتعلموا كثير، و افتكروا أن الغلط ده سمة من سمات الآدمية، دي طبيعتنا و دي طريقة تعلمنا فما تخافوش.

٥. فكر باللغة اللي بتحبها و عايز تتعلمها 

كلنا بنفكر و بنكلم نفسنا، و اللطيف في الموضوع أننا بنفكر بلغتنا فمابنخفش نغلط، جربوا بقى تفكروا بلغة مختلفة و شوفوا أد إيه هتزود ثقتكم في نفسكم و انتم بتتكلموا اللغة دي، أنا بفكر بأربع لغات على حسب الوقت و مزاجي و مكاني و الظرف اللي أنا فيه و الناس اللي أنا معاها، شيء مسَلي جدا و بيرتب أفكاري على حسب الموقف، فلو بتتعلم صيني فكر بالصيني ولوبتتعلم فارسي فكر بالفارسي وهتلاقي الدنيا بتختلف.

٦. اتعلموا لغة من نفس عائلة لغة ثانية انتم تعرفوها

و دي أسهل طريقة تقدروا تتعلموا بيها لغة جديدة، إنكم تتعلموا اللغة اللي تشبه لغة ثانية بتعرفوا تتكلموها، يعني مثلا لو بتعرفوا تتكلموا فرنسي فمن السهل جدا انكم تتعلموا أي لغة لاتينية لأنهم شبه بعض جدا زي الاسباني و الايطالي و البرتغالي، و لو مثلا تعرفوا إنجليزي فأقرب اللغات ليه هي الألماني و الهولندي، و مثال ثاني اللغات الاسكندنافية زي السويدي و النرويجي و الدنماركي. و ده ساعدني كثير لأن الإيطالي لغة لاتينية زي الفرنسي و تشابه الكلمات ما بينهم كثير فلقيت نفسي بحول الكلام الفرنسي اللي أنا متقنه لإيطالي بسهولة و بيطلع صح.

٧. سافروا على قد ما تقدروا

السفر بيعلم كثير و من أهم الحاجات اللي بيعلمها هي لغة البلد، لأنكم لازم هتتطلعوا بجملة او اثنين من البلد و ده هيزود الفضول عندكوا. و طبعا لو عندكوا مبادئ لغة البلد اللي رايحينها في السفرية دي هتزود اللغة دي عندكم بنسبة عالية جدا، لكن أهم حاجة إنكم تندمجوا مع الناس اللي في البلد مش تسافروا في جروب كله مصريين وماتتكلموش غير معاهم، ولوجاتلكم الفرصة إنكم تسافروا لوحدكم ماتفوتوش الفرصة دي، أما بالنسبة للي مابيسافرش، (Skype) و (Duolingo) و (HelloTalk) حلوهالك لأنك تقدر عليهم تكلم ناس من دول مختلفة و ده كأنك سافرت.

أحمد مالك

أحمد طارق عبد المنعم مالك هو طالب في كلیة حقوق بالقسم الانجلیزي و حاصل على رخصة طیار مدني تجاري معتمدة من سلطة الطیران المدني المصریة و السلطة الفيدرالیة للطیران بالولایات المتحدة الأمریكیة، أحمد كمان عضو في فریق الموارد البشریة بمؤسسة علمني ومشجع رسمي لفریق برشلونة و مدمن غیر متعافي لألعاب الفیدیو ويفتخر.