ناس كتير ماتعرفش يعني إيه كلمة تنمر مع إنه ظاهرة منتشرة جداً في المدارس وفي المجتمع ككل وعواقبه سيئة على الجميع ، ويمكن من أسباب تفشيه هو إنه له صور كتير و معظمنا معندوش تعريف أو فكرة واضحة عنه ولا عارفين مظاهرة وبالتالي مبنبقاش عارفين كأولياء أمور إمتى نتدخل وإزاي ، وعلشان كدة قبل ما نتكلم عن طرق الحماية لازم نفهم احنا بنحمي أولادنا من إيه وإيه اللي بيعتبر تنمر وإيه اللي مش تنمر، وإيه أشكاله وأسبابه و أضراره وإيه اللي بيمنع إن الطفل اللي واقع عليه الفعل إنه يقول حتى لأقرب الناس له.

إيه هو التنمر أو الـ bullying؟

التنمر هو نوع من الأذى أو العنف الجسدي أو اللفظي أو النفسي اللي بيقوم بيه شخص أو مجموعة من الأشخاص تجاه شخص تاني.

إيه الفرق بينه وبين أي نوع تاني من الأذى أو العنف؟

 متعمد: يعني الشخص اللي بيعمل الفعل قاصد إنه يؤذي الشخص اللي بيقع عليه التنمر

 متكرر: (أو في احتمالية إنه يتكرر)، مش موقف حصل مرة، أو مرتين

 في عدم اتزان في القوى (أو يبان إن في عدم اتزان): وده معناه إن الشخص اللي بيؤذي بيدور على حاجة تحسس اللي قدامه إنه في موقف ضعيف، سواء بسبب حاجة في شكله،أو ظروفه، أو شخصيته، أو في الموقف اللي هم فيه، زي إنه لوحده أو إنها خايفة منهم وهكذا. 

التنمر كمان بيحصل تجاه الأشخاص المميزين والمتنمر بيبقى بيحاول يحول نقطة التميز لنقص، زي لما يتريقوا على الولد والبنت الشاطرين ويوصموهم  بإنهم geeks دحاحين أو unpopular مالهمش شعبية، أو يحاولوا يحسسوا الشخص الواثق في نفسه إنه مغرور ومتكبر، وهكذا.

إيه هي أكتر أشكال التنمر انتشاراً بين الأطفال؟ ( مع العلم إن التنمر بيحصل مع أي شخص في أي عمر)

١. تنمر جسدي: كل ما أشوفك هضربك، أو أزقك، أو أشنكلك، أو أشد شعرك.

٢. تنمر لفظي: زي تريقة، شتيمة، تهزيق، إهانة، تهديد، تلقيح كلام، أو وصم labeling زي إني أطلع عليك إسم يضايقك.

٣. تنمر اجتماعي: زي لما مجموعة بنات مثلا يقرروا يسيبوا بنت ما يصاحبوهاش، أو يقولوا عليها كلام مش حقيقي، أو ولد يتطنش عن عمد من صحابه، أو يحاولوا يحطوه في مواقف محرجة، أو يعملوا فيهم مقالب.

٤. تنمر إلكتروني: وده زي تنمر لفظي أو اجتماعي بس عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، بتكون في صورة تهديدات،أو تريقة بالرسائل الخاصة أو قدام الناس في الكومنتات، وممكن تكون في صورة اقتحام أو hacking للحسابات،و أخد صور أو معلومات شخصية واستعمالها استعمال مؤذي.

٥. التنمر النفسي: طبعا كل أنواع التنمر بتسبب أذى نفسي، بس ساعات التنمر ممكن يكون مش فعل واضح زي اللي فوق دول، ممكن يكون نظرات استحقار، وشوشة وضحك على الشخص، معاملة بايخة، استغلال الطفل عشان يعمل حاجة هو مش عايز يعملها، طلبات بايخة عشان نوافق إنك تلعبي معانا، وهكذا.

إيه هي أضرار التنمر؟

التنمر طبعا ليه أضرار كتير على شخصية الطفل اللي بيحصله تنمر وحالته النفسية، خاصة لو ماكنش عارف يتعامل معاه وماكنش في حد بيساعده ويعلمه إزاي يوقفه ويبعد عنه إزاي. 

من الأضرار دي إن ممكن يهز ثقة الطفل بنفسه والصورة اللي بيكونها عن نفسه، و يؤثر على قدرته على تكوين علاقات وصداقات صحية، و طبعاً على مستواه الدراسي وحبه للمدرسة والحياة الاجتماعية، وممكن مع الوقت يكون عرضة لبعض المشاكل النفسية زي الاكتئاب والقلق وغيرهم، أو ممكن الطفل نفسه يبدأ يمارس التنمر على حد تاني في موقف أضعف منه، أو يبدأ يبقى عنيف أو غضبان أو منفعل أو منعزل. 

ومش كل طفل هيمر بتجربة تنمر هيتضر بنفس الشكل، هتفرق خسب الاختلافات الفردية ، ووعي الطفل واللي حواليه بالموضوع، ونوع التنمر اللي بيمر بيه ومدته، ونوع المساعدة والدعم اللي بيوصله. 

أحيانا لو حصل إن الطفل مر بالتجربة دي وكان جاهز ليها، أو عرف يلاقي حد يقف جنبه وعرف يوقف الأذى عن نفسه أو عن غيره، التجربة ديه هتفيده وتخليه أقوي وتنمي قدرته على تخطي الصعوبات. ودايما نفتكر إن الضرر مش بيقف هنا، حتى الشخص اللي بيقوم بالتنمر أو بيشوفه بيحصل حواليه بيتأثر برضو.

ليه عادة الأطفال مش بيحكوا عن التنمر اللي بيواجهوه أو بيشوفوه؟

١. خوف من اللي بيقوم بالفعل، وكتير بيكون بيهددهم ويخوفهم من اللي هيحصلهم  لو قالوا لحد.

٢. بيخافوا يتحطوا في خانة الفتان ويتعرضوا للنقد أو التريقة.

٣. عدم معرفة إن التصرف ده غير مقبول لأسباب كتير منها إنه يكون متعود على الإهانة في البيت، أو شايف اللي حواليه قابلين ده، أو شايف حواليه عنف مستمر ومتكرر مقبول، سواء في الحياة أو التليفزيون، أو ببساطة ما يعرفش إنه ده أذى متعمد، خاصة لو كان في شكل غير مباشر زي الأذى النفسي.

٤. جربوا يشتكوا قبل كده وما حدش عمل حاجة، واتقال لهم كلام من نوع: “عادي، إيه المشكلة؟” و ” كبري دماغك، انت حساسة كده ليه؟” و “ده هزار عيال و هو السن ده كده” وغيره من أعذار لتقبل الأذى على إنه شيء طبيعي.

٥. خايفين من رد الفعل، لإنهم هايتلاموا أويتغلطوا ويتقال لهم كلام من نوع: ” ما انت أكيد ضايقتيهم في حاجة” أو ” ما تنشف شوية” أو”إيه شغل العيال ده؟” و”انت ما ردتش ليه؟ ” أو حتى “وساكتة وماحاكتيش من الأول ليه؟”

٦. وفي أوقات كتير بيكون الطفل مكسوف عشان حاسس إنه مهزوم أو مصدق الكلام اللي بيتقال أو حاسس إنه يستاهل الأذى.

نعمل إيه علشان نحمي أولادنا من أضرار التنمر؟

زي ما قلنا أي حد معرض للتنمر، بس ممكن نساعد أولادنا يتجنبوا إن الموضوع يكبر ونقلل من أضراره عليهم. بعض الأفكار اللي ممكن تساعدنا في تجنب حدوث التنمر والتعامل معاه لو حصل هي إننا:

١. نتعلم عن الموضوع ونوعيهم بيه:

بلاش نستنى لحد ما يحصل ضرر، خلينا نحضرهم عشان يبقوا جاهزين لو حصل ليهم أو لحد قدامهم.

٢. نحترمهم: 

لو عايزينهم يتعلموا إن احترام الآخرين ليهم حق ليهم وإنه لازم يكون في حدود في التعامل، محتاجين يشوفوا ده مننا الأول، لو اتعودوا إن الإهانة والتهزيق والتريقة عليهم فكرة مقبولة في البيت، بيبقى أسهل عليهم يتقبلوها من الناس التانية.

وما نعودهمش إن الهدف الأساسي إرضاء الناس حتى لو الناس دول إحنا، نعودهم إنهم يعملوا الفعل وهما مقتنعين وفاهمين إنه صح عشان ما يجيش حد يأثر على تفكيرهم وتصرفاتهم بسهولة.

٣. ناخد بالنا من الصورة الذاتية اللي بيكونوها عن نفسهم مننا:

إحنا شايفينهم إزاي؟ هل بنوريهم دايما مميزاتهم وقدراتهم وبنتقبل أخطاءهم ونشجعهم يبقوا أحسن؟ ولا بنهد صورتهم الإيجابية قدام نفسهم؟ كل ما كنا بنبني جواهم صورة إيجابية عن نفسهم وقدراتهم، كل ما كان أصعب إن أي حد من بره يهد الصورة دي.

٤. نعلمهم ثقافة قبول الاختلاف والاحتواء والتضامن: 

نوضح لهم فكرة إن كل شخص مختلف وده اللي بيخلينا مميزين، ونشجعهم يلاحظوا لو حد بيتعرض لمضايقات أو لنبذ في المدرسة يتطمنوا عليه ويقعدوا معاه ويقففوا في صفه لو محتاج مساعدة، حتى لو بإنهم يقفوا جنبه فعلياً حتى لو مش هيقولوا حاجة علشان ما يسيبوهوش لوحده في الموقف ده ويتدخلوا لو يقدروا من غير ما يؤذوا نفسهم، ويدوروا على مساعدة لو مش عارفين يساعدوا. 

معظم التدخلات الناجحة لمحاربة التنمر اعتمدت أكتر على الأطفال نفسهم، والطفل لما بيدافع عن حد غير نفسه ثقته بتزيد وبيتشجع إنه يدافع عن نفسه كمان لما يحتاج.

 ٥. نأكد عليهم إن طلب المساعدة شجاعة: 

ونعرفهم من سن صغير إن لو حد بيقول لهم إنهم يخبوا حاجة على ماما وبابا يبقى بيحاول يؤذيهم أو يعمل حاجة غلط.

٦. نعبرلهم عن سعادتنا بيهم لما يحكولنا:

لما ييجوا يتكلموا معانا إنهم بيتعرضوا لتنمر، نقوللهم إننا مبسوطين إنهم بيحكولنا ونسمعهم، وناخد الموضوع بجد. نوضحلهم كمان إننا حاسين بيهم، ممكن نقوللهم تعبيرات زي “دي حاجة تضايق فعلا، أنا كمان لو صحابي اتريقوا عليا أكيد هتضايق”، وما نلومهمش على أي حاجة، ولا حتى إنهم ما حكوش من بدري، و بعد ما يهدوا نسألهم هما حابين يعملوا إيه، ونخليهم يفكروا في حلول ونساعدهم فيها.

٧. لو بيتعرضوا لتنمر نعلمهم الطرق السليمة للدفاع عن النفس:

نأكد عليهم إنهم يتجنبوا القعاد في أماكن فاضية لوحدهم، ونمرنهم إن لما حد يغلس عليهم بكلمة بايخة أو تريقة، يردوا بعدم إهتمام من غير ما يبينوا إنهم متعصبين ومن غير ضحك، وما يبينوش للي بيؤذيهم إنه ليه سيطرة عليهم عشان هو ده اللي بيدورعليه وعايز يثبته، فمثلاً لو بيتقال حاجة زي “إنت شعرك وحش” يكون الرد بهدوء “شكراً على المعلومة” مثلاً ويسيبوا الشخص المتنمر ويمشوا، ده بيفقده السيطرة اللي بيدور عليها، لإن هو بيرمي كلمة ويشوف مين اللي سهل استفزازه.

ولو بيتعرضوا لأذى جسدي نعلمهم إزاي يوقفوا الضرب أو يزقوا اللي بيحاول يضربهم بحزم ويبلغوا حد. كل ده هيحتاج تدريب، وبيساعد إننا نمثل معاهم في البيت الموقف كذا مرة لحد ما يتمرنوا على التفكير والتصرف ببحزم.

٨. لو الموضوع اتكرر نبلغ المدرسة:

ونتأكد إن فيه متابعة على الموضوع وإن في سياسة للتعامل مع التنمر في المدرسة.

٩. لو أولادنا هم اللي بيقوموا بالتنمر، ناخد الموضوع بجدية:

ونتدخل من بدري قبل ما يؤثر على شخصياتهم وعلاقاتهم،  كتير الأهل ما بيقدروش يصدقوا إن ابنهم أوبنتهم ممكن يعملوا كده، أو بياخدوا الموضوع على إنه لعب عيال وساعات مع الأسف على إنه شطارة. الطفل محتاج يتعلم يحس بمشاعر اللي حواليه عشان يعرف يكون علاقات ناجحة طول حياته، وهم كمان نحاول نكتشف ايه اللي ورا الفعل ده ونحاول نعالجه.

مي علوي

مي علوي، متخصصة معتمدة في التربية الإيجابية، ومؤسسة منظمة Raising Happy لخدمات التربية التي تهتم بنشر ثقافة التربية الإيجابية فى مصر.

قامت مي  بمساعدة مئات الآباء والأمهات في مشوار تربيتهم لأبنائهم وبناتهم كما قدمت العديد من الدورات التدريبية للمدرسين والأخصائيين الاجتماعيين .

وحصلت مي على شهادات ورخصة ممارسة في التربية الإيجابية من The Parent Practice & Positive Parenting من إنجلترا، كما تم اختيارها من منظمة يونيسف مصرUNICEF Egypt كإحدى خبيرات التربية في الحملة القومية للتوعية عن العنف ضد الأطفال والتربية الإيجابية .

 مي لديها خبرة ١٠ سنوات في مجال التنمية والتعليم، وتقوم الآن بتحضير ماجستير في علم النفس ويمكنكم معرفة المزيد عنها وعن منظمة Raising Happy من خلال صفحتها على الفيس بوك.