التعليم المدرسي أو النظامي مش دايماً بيشجع التعلم الذاتي والمعرفة الحرة بشكل عام ومش دايماً بيحفز رغبة الطفل في التعلم، وده لأن المناهج في أحيان كتير مابتشجعش على التساؤل وتنمية الفضول في مجالات مختلفة، ولا دايما بتشتغل على تنمية مهارات حياتية تمكن الأطفال من إنهم يتعاملوا مع تحديات حقيقية ومختلفة في حياتهم اللي جاية.

كتير من الأبحاث العلمية بتأكد إن مهارة التعلم الذاتي بتزرع الثقة بالنفس وبتشجع الطفل على إنه يعتمد على نفسه، وكمان بتمني مهارات الذكاء العاطفي وحل المشكلات، ومهارة التعلم الذاتي أوالاعتماد على النفس في الوصول للمعرفة من المهارات اللي الأهل ممكن يرعوها ويطوروها  في الطفل من السن الصغيرعلشان تكبر معاهم، وفي كذا طريقة ممكن انتوا كأمهات وآباء تشجعوا أولادكم بيها على حب التعلم وتعليم نفسهم بنفسهم.

١. نساعدهم يتعلموا حاجات بيحبوها  

ونحاول نتعلم عنها مع بعض ونخلي فكرة المعرفة مرتبطة بتجارب إيجابية، فكروا في أي حاجة انتو بتحبوها، زي هواية أو رياضة، هتلاقوا إن المعلومات اللي تعرفوها عن الهواية دي ثابتة في ذهنكم أكتر بكتير من غيرها، لإنكم اتعلمتوها بفضول واهتمام، علشان كدة الدخول من باب اهتمامات الطفل بيديله فرصة لحب الإستطلاع والمعرفة.

٢. نحببهم في القراءة عن طريق التفاعل

ونقرا معاهم من سن صغير. القراءة، غير إنها بتطور اللغة والمعرفة، بتساعد العقل إنه يستوعب مفاهيم جديدة عليه وينمي قدرته على التواصل، ومهم نخلي وقت القراءة ممتع ويعتمد على التفاعل، يعني ناخد رأيهم في اللي بنقراه، ونسألهم توقعاتهم على اللي هيحصل في القصة، ونخليهم يختاروا الكتب اللي عايزين يقروها ونشجعهم ونكافئهم على القراءة.

٣. نسيب لهم فترات من اللعب الحر

ويكون ده بشكل يومي، ونكون متأكدين إن أكتر وقت الطفل هيتعلم فيه هو وقت اللعب والاستمتاع، على قد ما مهم إننا نشجعهم على نشاطات تنمي قدراتهم الذهنية والبدنية، مهم كمان إننا نسيبلهم وقت فاضي هما اللي متحكمين فيه ويختاروا يعملوا فيه إيه، ما نتدخلش في لعبهم وما نشتتهمش أو نقطع تركيزهم وهما بيلعبوا. ممكن يبان بالنسبة لينا إنه مجرد لعب، بس بالنسبة للطفل، هوبيتعلم منه حاجة. لما يبقوا مندمجين في حاجة، ده كويس لأنه بيساعدهم يتعودوا على التركيز في اللي بيعملواه وبينمي قدرتهم على الانتباه والمثابرة.

٤. نشيلهم مسؤوليات صغيرة

لوبيحاولوا يلبسوا الجزمة أو يشتروا حاجة لوحدهم، نسيبهم يحاولوا، ممكن نساعدهم بتوجيهات ولما يطلبوا مساعدة نشجعهم الأول إنهم يجربوا تاني ولو ما عرفوش نقترح عليهم أساليب تساعدهم في إيجاد الحلول بدل ما نديهم الحل جاهز. إحساس الطفل بقدرته على حل مشكلة أو تحقيق هدف مهما كان صغير بيديله ثقة عالية بنفسه ويشجعه على إنه ياخد مبادرات تانية.

٥. ما نخوفهمش من الغلط

 لما بنحط تركيز كبير على الصح والغلط، بنقلل عند الطفل استعداده للتجربة والخطأ اللي هما من أهم وسائل التعلم. ساعات من غير ما ناخد بالنا بنتدخل في لعب الطفل زي إننا نقول لبنتنا مثلاً لازم تعملي المكعبات زي الصورة اللي على العلبة بالظبط، أو نصلح لابننا لو بيلون رسمة بألوان مش لايقة أو مش زي الواقع، ده بيخلي تركيز الطفل يروح على النتيجة المثالية اللي ترضي الناس بدل ما يبدع ويطلع اللي جواه، اللي هو مهم جدا خاصة في السن الصغير.

٦. نشجعهم لما يسألوا أسئلة كويسة

وندور معاهم على الإجابة لو مش عارفين، ممكن أحيانا نزهق لما ولادنا يسألوا أسئلة كتير وخاصة لو أسئلة إجاباتها صعبة، لكن التساؤل هو أساس حب المعرفة والتفكير النقدي. لما سألوا عالم الفيزياء الحاصل على جايزة نوبل، إيزيدور رابي، إيه اللي خلاك تكون عالم، قال لما كنت بارجع من المدرسة أمي كانت بتسألني “سألت سؤال كويس النهاردة؟” لما الطفل بيتعلم يسأل أسئلة كويسة ويلاقي حد يشجعه على إنه يعرف الإجابة، بيحب التعلم، وبيتعود إنه يعرف أكتر من الحاجات اللي بياخدها بالمعلقة، وكمان بيتعلم يكشف عن مصادر المعلومات ويفكر بشكل نقدي في المعلومة اللي بتجيله.

٧. نتعرف على أسلوبهم المفضل في التعلم

ونستجيب له. الأطفال طبيعتهم مختلفة وليهم تفضيلات مختلفة في أسلوب التعلم. في أطفال بتحب تسمع المعلومة أو تقراها، في أطفال تحب تقعد وتجرب، وفي بيتعلموا أكتر بالحركة وصعب عليهم القعاد لفترة طويلة، وهكذا. الإستجابة لأسلوبهم المفضل هيساعدهم إنهم يستمتعوا ويستوعبوا أكتر، وفي كل الأحوال لما بننمي في أولادنا قدرات على التعلم بأساليب مختلفة، ده بيثري من شخصياتهم.

٨. نوجد فرص للتعلم عن طريق الاحتكاك بالطبيعة

مش هنقدر كل يوم نكون قي حدائق أو على البحر، بس ساعات حاجات بسيطة زي إننا نقف نتفرج على النمل، أو نزرع زرعة في البيت، أو نلعب بالرمل والمية بيوسع إدراك الطفل ويزود فضوله عن الكون اللي عايش فيه.

٩. نساعدهم في تنظيم الوقت

خاصة في الأجازة، لأنها أكتر وقت الأطفال بياخدوا فرصتهم للتعلم الحر فيه ولكن التعلم هيكون صعب إذا مكانش في نوع من الروتين في يوم الطفل وغياب الروتين بيكون مشكلة الأجازة، الروتين مش معناه معسكر مواعيده ثابتة بالمللي ومليان أنشطة كتير ورا بعض، الطفل بس محتاج على الأقل وجود بعض الثوابت في اليوم أو الأسبوع، زي وقت للرياضة أو الأنشطة البدنية، وقت للعب الحر اللي هو متحكم فيه تماماً، ووقت للأسرة بتقضيه مع بعض، وطبعاً الروتين في الآخر هيعتمد على القيم وأولويات كل بيت.

١٠. نقدم نموذج جيد للتعلم

وده  بإننا ما نتكسفش نقول لو مش عارفين الإجابة على سؤال، ونطول بالنا في الحاجات الجديدة اللي بنتعلمها قدامهم، ونتعلم من أخطائنا بشكل إيجابي زي إننا نعترف بيها ونحاول نصلحها ونتجنب تكرارها، ونعافرمعاهم في التحديات اللي تقابلنا، عشان هم في الآخر هيتعلموا من اللي هيشوفوه مننا أكتر بكتير من اللي هنقوله لهم.

مي علوي

مي علوي، متخصصة معتمدة في التربية الإيجابية، ومؤسسة منظمة Raising Happy لخدمات التربية التي تهتم بنشر ثقافة التربية الإيجابية فى مصر.

قامت مي  بمساعدة مئات الآباء والأمهات في مشوار تربيتهم لأبنائهم وبناتهم كما قدمت العديد من الدورات التدريبية للمدرسين والأخصائيين الاجتماعيين .

وحصلت مي على شهادات ورخصة ممارسة في التربية الإيجابية من The Parent Practice & Positive Parenting من إنجلترا، كما تم اختيارها من منظمة يونيسف مصرUNICEF Egypt كإحدى خبيرات التربية في الحملة القومية للتوعية عن العنف ضد الأطفال والتربية الإيجابية .

 مي لديها خبرة ١٠ سنوات في مجال التنمية والتعليم، وتقوم الآن بتحضير ماجستير في علم النفس ويمكنكم معرفة المزيد عنها وعن منظمة Raising Happy من خلال صفحتها على الفيس بوك.