أي مدرس أو مدرسة ممكن يكون مبدع في فصله لكن لازم تتوافر فيه بعض الخصائص، وإذا لم تتوافر فيك الخصائص دي ممكن تتعلمها وتدرب نفسك عليها لأن الإبداع في النهاية مهارة بنتعلمها وبتتطور بالممارسة مش موهبة عند ناس وناس تانية لأ.

١. مطّلع وبتشتغل على نفسك

هل تعرف أي شخص الكل مجمع إنه مبتكر ومبدع مش بيطور من نفسه؟ غالباً لأ، لأن الإبداع معناه التجديد.

 إنك تطور من نفسك كمدرس مش معناها إنك تاخد تدريبات مهنية في مهنتك أو تقرأ في مادتك بس، كل ده مهم وهيضيف ولكن الإبداع الحقيقي بييجي من دمج تخصصات ملهاش علاقة ببعض عشان نطلع منها حاجة جديدة، يعني لو انتي مدرسة فيزياء وبتقري في التاريخ وبتتطلعي على ريادة الأعمال والتكنولوجيا مثلاً، حصتك هتكون مختلفة تماماً عن أي حصة فيزياء عادية، خبراتك هتتغير و شخصيتك هتتطور وبالتالي الخبرات اللي هتضيفيها للطلبة هتكون ثرية جداً ونظرتهم للمادة هتختلف.

٢. عندك شغف بحاجة معينة

الشغف دايما بيولد الإبداع، وكل المبدعين المشهورين هما أصلاً شغوفين بمجالاتهم، وعمر ما حد أبدع في مجال هو بيكرهه أو مش مهتم بيه، فيمكن النصيحة اللي نقدر نقدمها هنا هي حاجة من اتنين إذا مكانش المدرس شغوف بمادته 1- تعرف انت شغوف بإيه وتدخله في مادتك بأي طريقة أو 2- تدرس المادة اللي بتستهويك وتسيب اللي مش بتستهويك، وبما إن حل 1 أسهل وأوقع من حل 2، في اقتراحات ممكن تلاقيها في المقالة دي عن كيفية دمج الحاجة اللي بتستهويك في مادتك.

٣. الطلبة هما أولويتك

الحكاية مش المنهج ولا الامتحان، إسأل نفسك، هل أهم حاجة عندي إني أخلص الحصة وأحقق أهداف الدرس وأمشي ولا أنا مهتم بإني ألبي احتيجات الطلبة بتوعي، بغض النظر عن نجاحهم في الامتحان أو حفظهم لكلم معلومة هتتنسي بعد ما السنة تخلص؟ هل أنا مهتم ببناء إنسان ناجح ومحترم وحساس وذكي ومبادر؟  ولا علاقتي بالطلبة تقتصر على محتوى الكتاب وحل الامتحانات؟ المعلم المبدع هو اللي بينجح في بناء إنسان مش حشو الدماغ بالمعلومات ، الحصة بتاعته بتكون نافذة للطالب على مادته وكل ما يحيط بيها من أفكار ووقائع وتجارب… المعلم المبدع بيستمد طاقته من الطلبة ومن رغبته في مشاركة شغفه معاهم.

٤. مبتتكلمش كتير في الفصل

لو دخلت فصل المعلم المبتكر هتقعد فترة على ماتحدد مين المدرس ومين الطلبة، المعلم ده بيخلي الطلبة هما اللي يشتغلوا ويتحركوا ويتكلموا، وهو بيكون مجرد ميسر للعملية التعليمية أو بمعنى آخر راعي لأحلامهم، المعلم المبدع بيكون فاهم إن التعليم بيتمحور حول المتعلم ومش حول المعلم وبيقدر يطبق ده في فصله من خلال إطلاق العنان للطلبة بإنه يتحدى تفكيرهم ويصحي عندهم الفضول ويستفز تفكيرهم من خلال تطبيقات التعلم النشط، المعلم المبتكر طاقة محفزة في الفصل وطلبته هما اللي بيكونوا الأبطال.

٥. بتفكر في الحل مش في المشكلة

لما تقابلك مشكلة أو موقف في الفصل أو براه ، هل بتركز على المشكلة وتطول في تحليلها ولا تفكيرك بيروح للحلول المتاحة واختيار الأنسب؟  لما طالب أو طالبة يعملوا حاجة غلط في الفصل، المعلم المبتكر بيكون إيجابي في تفكيره وبيخلص المشكلة في وقت قليل وكمان ينتهزها فرصة إنه يتأمل الحاجات اللي ممكن نتعلمها من الموقف مع الطلبة، على عكس المعلم اللي هيفضل مركز على التصرف الغلط ويقعد يعدد في مساوئه بهدف تربية الطالب.

فى الحالتين بنكون اتعاملنا مع المشكلة، بس الحل الأول هينتج جيل إيجابي مسئول عن تصرفاته عارف إن الغلطة مش نهاية المطاف وإن كل مشكلة وليها حل و إن المشاكل معمولة علشان نستغلها كفرص للتطور أما الحل التاني فبيثبط من عزيمة الإنسان وبينقل للطالب إن الطريقة الوحيدة لتخطي المشكلة هي التركيز على المشكلة.

٦. بتستفيد من خبرات زمايلك وطلابك 

علشان من صفات المبدعين إنهم على طول بيدوروا على خبرات جديدة تغذي إبداعهم و حاجات مختلفة تلهمهم، أحسن مصدر لده هو الناس اللي حوالينا ، مش دايماً بنقدر نطلع بأفكار جديدة ونطور من نفسنا و من طريقة تدريسنا من خلال القراية والانترنت لأن الإبداع مش دايماً عملية فردية بتتم في عزلة تامة، بل من أهم متطلبات الإبداع إن الواحد يتكلم مع الناس بقلب مفتوح وجوارح يقظة ويتقبل كل حاجة بتتقال وبتتعمل.

ومن أفضل الطرق لاستفادة المعلمين من بعضهم بشكل كامل هو إنهم يحضروا حصص بعض، لأن بالشكل ده الطرفين بيستفيدوا من خبرات بعض، المعلمة اللي بتلاحظ زميلتها بتشوف طريقة مختلفة للتعامل مع المادة العلمية والطلبة وبتتبنى الممارسات اللي بتعجبها والمدرسة اللي بتشرح بتستفيد من تعليقات المدرسة اللي بتلاحظ وبيقدروا يتبادلوا أفكار جديدة، وطبعاً مش لازم يكونوا الاتنين بيدرسوا نفس المادة، لأن كل ما التخصصات اختلفت كل ما كانت فرصة الإبداع  أقوى.

منى عبد المنعم

عملت منى بمجال التدريس بالجامعة ومجالي الكتابة والترجمة، ومجال صناعة العلامات التجارية قبل أن تتجه للتسويق الرقمي. التحقت منى بمؤسسة علمني كمتطوعة لمدة عامين ثم انضمت لفريق العلاقات العامة كمسؤولة إنشاء المحتوى الرقمي ثم مشرفة التسويق الرقمي. في المرحلة الجامعية، درست منى الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة ثم حصلت على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة أبردين باسكتلاندا.