زي ما ثقافتنا مليانة عادات إيجابية مفيدة في تربية الأطفال، زي الحنية، والترابط الأسري، والاهتمام العالي بالأطفال ونجاحهم وتلبية احتياجاتهم، في عادات تانية بنعملها في التربية بكل حسن نية من غير ما نعرف إنها ممكن تضر أولادنا أو تأثر بشكل سلبي على سلوكهم.

هنتكلم على شوية أخطاء كتير مننا بيعملها من غير قصد ونشرح تأثيرها على السلوك وهنوضح البدايل المفيدة الأنسب لاحتياجات الأطفال.

١. النقد المتكرر والتعليق المستمر على السلوك السلبي:

جزء كبير من صورة الطفل عن نفسه بتتكون من نظرة أهله ليه والفكرة اللي بيكونها عن نفسه من الوصف المتكرر اللي بيسمعه من الناس المهمة في حياته. لما الطفل بيسمع بشكل يومي نقد واتهامات، خاصة لو كانت بتوصف شخصه مش تصرفاته (زي إنه يتقال له انت مهمل، كداب، أناني، غبي)، مع الوقت بيصدق الوصف ده أياً كان مدى صحته، وده بيأثر على  ثقته بنفسه وقدراته ومش بيشجعه إنه يحاول يتصرف بشكل أحسن لإنه مع الوقت بيفقد الأمل في إنه يتحسن ويتغير.

البديل:

نتكلم مع الأطفال على مميزاتهم، ونعلق بشكل متكرر على الأفعال الإيجابية اللي بيعملها الطفل حتى لو بسيطة، ونحسسه إننا شايفين إنه شخص كويس وبمجهوده يقدر يحقق اللي هو عايزه. ولما يعمل تصرف غلط، نتكلم على التصرف مش عليه هو شخصيا، ونركز في إننا نساعده يصلح غلطه ويتعلم منه.

٢. العلاقة المشروطة بسلوك الطفل

لما بيتقال للطفل مش عايزة أتكلم معاك عشان انت عملت حاجة غلط أو لما يتعامل معاملة قاسية عشان غلط أو قصر في حاجة بتوصله رسالة إننا بنحبه وبنحب نبقى معاه بس لما تبقى عاجبانا تصرفاته، وده بيحسسه بعدم الأمان وبيوصل له فكرة مضره نفسياً إنه ما يستاهلش الحب لما يغلط، وده بيأثر مع الوقت على حبه هو لنفسه سعادته وراحته النفسية. 

البديل:

الطفل محتاج على الأقل شخص واحد في حياته تكون علاقته بيه غير مشروطة، يبقى عارف إن الشخص ده هيتقبله وهيحبه ويعامله كويس مهما عمل ومهما غلط، وما فيش حد ممكن يديله النوع ده من الحب والتقبل غير أمه وأبوه. دايما نفصل بين علاقتنا بولادنا وحبنا ليهم وحنيتنا معاهم، وبين سلوكهم وتصرفاتهم، ونوريهم إن مهما غلطوا إحنا بنحبهم ومستعدين نتكلم معاهم ونساعدهم. ده مش معناه إنهم مش هيتحملوا نتيجة أخطائهم أيا كانت، بالعكس، جزء من حبنا ليهم إننا عايزينهم يتعلموا من أخطائهم ويبقوا أحسن.

٣. عدم وضوح الحدود والثبات عليها

زي ما الأطفال محتاجين إن يبقى واضح ليهم إحنا أد إيه بنحبهl، محتاجين يعرفوا بوضوح حدودهم فين وإيه اللي مقبول وYيه الغير مقبول بشكل ثابت. لما الحدود دي والقواعد بتاعتنا في البيت بتكون غير واضحة ومتغيرة، الطفل بيفضل يجرب ويمتحننا عشان يشوف آخرنا فين. فلو مثلا ماعندناش اتفاق واضح أو وقت مخصص عشان نتفرج على التليفزيون، كل يوم هندخل في جدال وممكن نتخانق على هنتفرج على التليفزيون امتى ولمدة قد إيه. ولو يوم سبناهم يتفرجوا ساعتين عشان احنا كنا مشغولين أو عشان قعدوا يزنوا وجينا يوم تاني قلنا النهاردة ما فيش تليفزيون من غير ما هما يكونوا فاهمين سبب مقنع في الفرق بين اليومين، بيحسوا بالظلم، ومن غير ما نقصد بنشجعهم على الزن والعند.

البديل:

تحديد اتفاقات بسيطة في الأمور اليومية والالتزام بيها. وعشان الاتفاقات دي تكون فعالة، تكون قليلة ومتعلقة بالحاجات المهمة فعلًا بس، ونتفق مع الأطفال عليها في قعدة نقاش مناسبة لسنهم، ونشرحلهم أهميتها، ونشجعهم لما يلتزموا بيها، ونتفهم إنهم هياخدوا وقت عقبال ما يتعودوا عليها.

٤. وضع قيود زيادة على الطفل وحريته:

الأطفال ما بين المدرسة والحضانة والتمارين والأنشطة والمذاكرة بيحسوا انهم مضغوطين ومرهقين نفسيا، وأحيانا مخنوقين من كتر الالتزامات النظامية اللي لما بتزيد عن حدها مش بتديهم فرصة للانطلاق والابتكار، ولا للاستمتاع بوقتهم بالطريقة اللي هما بيحبوها، وده مع الوقت بيأثر على سلوكهم، وممكن يبدأوا يبقوا متعصبين أو حساسيين من كتر ما هما مضغوطين.

البديل:

زي ما احنا عايزين ولادنا يحترموا الحدود اللي احنا بنحطها، محتاجين احنا كمان نحترم المساحة الحرة اللي هما محتاجينها في يومهم، وقت حر ليهم يلعبوا ويختاروا اللي هما عايزينه من غير تدخل مستمر من الكبار.

٥. الاعتماد على التخويف في التعامل مع السلوك

سواء خوف الطفل من الضرب، الزعيق، التهزيق، العقاب، أو حتى الخوف من إن ماما وبابا هيزعلوا مني ومايكلمونيش. الخوف نتيجته وقتية، بتخلي الطفل يتصرف بالشكل اللي احنا عايزينه، وبيخبي علينا لما بيغلط أو يقع في مشكلة، وممكن مع الوقت يتعلم يكدب عشان كل تركيزه اننا ما نعرفش اللي حصل عشان الخوف مسيطر عليه وقالقه.

البديل: 

واحنا بنتكلم مع ولادنا عن تصرفاتهم، نتكلم معاهم على ليه إحنا شايفنها صح أو غلط، ونفهمهم إنهم دايمًا عندهم اختيار وبيتحملوا نتايجه ونحاول نخلي علاقتنا بيهم مبنية على الثقة والحب بدل الخوف، ومانخوفهمش من الغلط بإننا نفهم إن كل إنسان بيغلط بس المهم إننا نصلح الغلط ونتعلم منه، وإننا دايماً هنساعدهم إنهم يتعلموا يعملوا كده لما يغلطوا.

 ٦. إنكار المشاعر وعدم تقبلها

لما الطفل بييجي يقولنا إنه خايف أو زعلان، ساعات بنقول كلام زي ما تخافش أو ما فيش حاجة تضايق، طبعا بنقصد يبقوا مبسوطين. بس الرسالة اللي بتوصلهم  إن إحساسهم غلط وغير مقبول وإننا مش فاهمينهم ولا حاسين بيهم ومع الوقت بيبطلوا يتكلموا معانا على مشاعرهم، وده بيصعب عليهم تقبلهم لمشاعرهم وفهمها والتعامل معاها بشكل إيجابي. 

البديل: 

أولادنا هيقابلوا في حياتهم مشاعر كتير، هيخافوا في أوقات، ويزعلوا ويحبطوا في أوقات تانية، كل ما فهموا إن المشاعر دي طبيعية ومقبولة وجزء من الحياة، كل ما هيتقبلوها ويتعلموا يتعاملوا معاها، ويبقوا أسعد في حياتهم وعلاقاتهم بشكل عام. لازم نحاول نسمع أولادنا لما يتكموا عن مشاعرهم، ونحاول نحس بيهم ونحط نفسنا مكانهم، ونوريهم إننا فاهمينهم، وإن إحنا كمان في أوقات بنبقى متضايقين وخايفين وغضبانين، ونفكر معاهم بعد ما يهدوا حابين يتصرفوا إزاي ومحتاجين مننا مساعدة في إيه.

مي علوي

مي علوي، متخصصة معتمدة في التربية الإيجابية، ومؤسسة منظمة Raising Happy لخدمات التربية التي تهتم بنشر ثقافة التربية الإيجابية فى مصر.

قامت مي  بمساعدة مئات الآباء والأمهات في مشوار تربيتهم لأبنائهم وبناتهم كما قدمت العديد من الدورات التدريبية للمدرسين والأخصائيين الاجتماعيين .

وحصلت مي على شهادات ورخصة ممارسة في التربية الإيجابية من The Parent Practice & Positive Parenting من إنجلترا، كما تم اختيارها من منظمة يونيسف مصر UNICEF Egypt كإحدى خبيرات التربية في الحملة القومية للتوعية عن العنف ضد الأطفال والتربية الإيجابية .

 مي لديها خبرة ١٠ سنوات في مجال التنمية والتعليم، وتقوم الآن بتحضير ماجستير في علم النفس ويمكنكم معرفة المزيد عنها وعن منظمة Raising Happy من خلال صفحتها على الفيس بوك.