عادةً في رمضان شكل حياتنا بيتغير شوية، سواء روتين يومنا أو نوع الأنشطة اللي بنعملها، ومن الحاجات الحلوة اللي بتحصل بتكون إن الأسرة بتقضي وقت أكتر مع بعض لأسباب زي إن المدرسة والشغل بيخلصوا بدري، ودي حاجة مع الأسف ما نقدرش نعملها طول السنة.

لكن في حاجات تانية بنعملها في رمضان ممكن نحاول نحافظ عليها حتى بعد ما يخلص رمضان عشان أولادنا محتاجينها مننا طول الوقت وممكن تفرق جامد في حياتهم وحياتنا:

الروتين الثابت

يعني على قد ما نقدر يكون في نظام بنمشي عليه في يومنا، نعمل مواعيد للحاجات الأساسية زي الأكل والنوم والمذاكرة، ونوفر مساحات في النظام ده كافية للطفل إنه يتصرف بحرية ويعمل اللي هو عايزه.

ليه مهم؟

لأن الروتين بيريح الطفل نفسياً لأنه بيكون قادر يتوقع اللي هيحصل، وجود روتين معين كمان بيقلل من النقاشات والخناقات اللي بتحصل كل يوم، زي هننام إمتى وناكل إيه إمتى ونلعب الأول ولا نذاكر الأول، ونتفرج على التليفزيون قد ايه. لما الطفل بيتعود على نظام معين ويكون النظام ده مناسب لسنه واحتياجاته، بيسهل عليه انه يعرف إيه اللي مطلوب منه، وبيساعده إنه ينظم وقته ويتحمل مسئولية اللي وراه، وكمان بيديلنا فرصة نحدد الحاجات المهمة في حياتنا ونخصصلها وقت، زي إننا نقعد مع بعض، نلعب ونتبسط، نقرا، أونلعب رياضة، لأن في حاجات كتير بتقع مننا لو ماخصصنلهاش وقت ثابت.

نحققه إزاي؟

طبعا ما فيش نظام صحيح أو مناسب لكل الأسر،بس أسهل حاجة تساعدنا في تحديد النظام بتاعنا هو إننا نحدد القيم المهمة لينا في حياتنا ونرتبها من حيث أهميتها، وبناءاً على الترتيب ده، نحددلها وقت في النظام بتاعنا. قيم زي إيه؟ زي الارتباط الأسري، ومساعدة الغير، والمسئولية، والاستمتاع، والحياة الصحية وهكذا. بعد كده بنحول القيمة دي لتصرفات ونحددلها وقت ثابت يومي أو إسبوعي أو شهري.

مهم جدا إننا نشرك ولادنا في تحديد النظام، خاصة لو سنهم كبي، ونسيبلهم مساحة حرة تماما في اليوم، ونفتكر إن الثبات على النظام أكتر حاجة بتساعد على تحويله لعادة سهل على الطفل إتباعها.

لمة الفطار أو السحور

من أجمل العادات اللي بتحصل في رمضان هي إن الأسرة بتاكل مع بعض على الأقل مرة في اليوم، ودي يمكن حاجة مابنقدرش نعملها كتير بقية السنة مع إنها مفيدة جدا للأطفال ولعلاقتنا بيهم.

ليه مهمة؟

لما يبقى عندنا وقت في اليوم بنقعد ناكل فيه مع بعض كعيلة من غير تشتيت من تليفزيون أو موبايلات، ده بيديلنا فرصة نتكلم مع بعض ونحكي عن يومنا، وده غير إنه التجمع اليومي ده بيكون له تأثيرات إيجابية على شخصية الطفل على المدى الطويل. الأبحاث أثبتت إن الأطفال اللي بياكلوا وجبة في اليوم على الأقل مع الأسرة بيكونوا: درجاتهم أعلى في الدراسة، ومستوى ثقتهم بنفسهم أعلى، وعندهم إحتمالية أعلى إنهم يعيشوا حياتهم بشكل صحي، وعلاقاتهم بأسرتهم وباللي حواليهم أحسن

نحققها إزاي؟

 نشوف إيه الوقت اللي معظم أفراد الأسرة بتكون موجودة فيه ونحدد الوقت ده للوجبة العائلية، ونحاول نخلي الميعاد مقدس على قد ما نقدر، ولو حد من الأم أو الأب أو الإخوات ماقدرش يكون متواجد، الباقي يتجمع ويحافظ على الوجبة. لو ظروف شغل الأم أو الأب بتخليهم ما يكونوش موجودين في الوقت ده، نحاول نعوضها في أيام الأجازة،ومهم كمان إننا كلنا نحترم قواعد الوقت ده اللي نتفق عليها مع بعض.

ممكن كمان نفكر في طرق غير تقليدية نشجع الأولاد إنهم يحبوا الوقت ده، زي إننا نلعب لعبة فيها أسئلة غريبة كلنا بنجاوبها، أو كل يوم حد يحكيلنا عن الجديد في الحاجة اللي هو أو هي مهتمين بيها، زي آخر أخبار فريق الرياضة اللي بيحبه أو أخر فيلم شافوه، وجميل إن إحنا كمان نتكلم معاهم عن حياتنا ونشاركهم في اللي بيحصل في يومنا.

مساعدة الغير

 كلنا عارفين إن في فوايد كتير أوي من مشاركة الأطفال في العمل المجتمعي أو التطوعي أو مساعدة الغير بشكل عام، وساعات بتكون في فرص أكتر في رمضان إننا نعمل كده، فممكن نحاول نستغل الفرصة دي وندخل القيمة دي في حياة ولادنا بشكل ثابت طول السنة.

ليه مهمة؟

أسباب كتيرمنها إنها بتعلمهم المسئولية، والإحساس بالآخر، وبتنمي مهاراتهم الحياتية، وبتساعدهم يكونوا صداقات، وغير كده إنها بتخليهم أسعد وحاسين بقيمة في حياتهم. الطفل لما بيحس إنه ممكن يعمل تغيير أو عنده قدرة على إنجاز حاجة أو مساعدة حد، ثقته بنفسه بتزيد وبيعرف إنه ممكن يكون سعيد في حياته لما يكون ليه دور مؤثر.

نحققها إزاي؟

أولا، نحاول نعيش قيمة المساعدة جوا البيت الأول، وكل واحد يساعد يكون ليه دور مناسب لسنه في مسئوليات البيت، من أول إني أشيل جزمتي مكانها لمساعدة اخواتي في مذاكرتهم. أبحاث كتيرة بتقول إن الطفل اللي بيساعد في شغل البيت بيكون أكثر مسئولية وعنده استعداد أكتر للالتزام بمساعدة غيره. بعد كدة ممكن نبتدي نفكر مع أولادنا إزاي الموضوع مايقفش على بيتنا، إزاي نساعد غيرنا، مين ممكن نعمل حسابه في أكل، أو لو حد تعبان نعمله حاجة تفرحه إزاي، أو إننا نزرع شجرة قدام البيت، وممكن كل فترة نركز مع نوع من أنواع المساعدة وده طبعاً بعد جلسة مهمة بنعملها معاهم عن إحنا ليه أصلاً بنعمل الحاجات دي.

ثانيا، نعلمهم فكرة إن يكون ليهم دور في المجتمع بتاعهم، سواء المجتمع ده كان العمارة بتاعتنا، الفصل بتاعهم أو النادي أو المدرسة، ونعودهم يفكروا إزاي يقدروا يغيروا من الوضع اللي حواليهم للأحسن، ونسمع أفكارهم ونحاول نساعدهم يحققوا المناسب منها، ومهم إننا مانضغطش عليهم، عايزين الموضوع ده ييجي بسبب حبهم ليه وإيمانهم بيه مش عشان مجبورين عليه، ولأن في أبواب كتير أوي لمساعدة الغير فندور معاهم على حاجة يكونوا مستمتعين وهم بيعملوها وتكون قريبة من إهتمامتهم وما نحسسهمش إن عليهم حمل تغيير الدنيا وده من خلال إننا نوضح ليهم الفرق بين قدراتهم واحتياجات اللي حواليهم وإن هم مسئولين بس عن مجهودهم ومحاولتهم للتغير وإنهم مش دايما متحكمين في النتايج.

ثالثا، لما نحس إن سنهم ونضوجهم يسمح، نخليهم يشتركوا في نشاط تطوعي في أعمال تنموية هما يختاروها، ونشجع مجهودهم والتزامهم. ممكن يكون من خلال المدرسة أو النادي أو جمعية قريبة ودايما نحكي قصص بتأكد على فكرة إن شخص واحد ممكن يعمل تغيير كبير في مجتمعه، وإن تغييرات بسيطة صغيرة ممكن تغيرحياة ناس كتير.

مي علوي

مي علوي متخصصة علاج نفسي وتربية. مي هي مؤسسة منظمة رايزنج هابي لخدمات التربية والإستشارات النفسية. مي حصلت على ماجستير في علم النفس من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وحصلت على التدريب في التربية الإيجابية في المملكة المتحدة. مي قامت بتدريب مـئات الآباء والمدرسين والأخصائين على أسس التربية الإيجابية والصحة النفسية للأطفال والمراهقين.

 مي لديها خبرة ١٠ سنوات في مجال التنمية والتعليم،  ويمكنكم معرفة المزيد عنها وعن منظمة Raising Happy من خلال صفحتها على الفيس بوك.