“ما بحبش القراية” تعبير بسمعه كتير والقائل دايماً بيقوله بثقة كأنه بيقول حقيقة علمية ثابتة عن نفسه.

في رأيي مفيش حد ما “بيحبش” القراية، في الأغلب إنت محبتش كتب قريتها أو جربت تقراها، ممكن كمان تكون ماحاولتش تقرا حاجة بره الكتب الدراسية وده ساب أثر سلبي في نفسك من ناحية القراية من غير ما تدرك.

القراية زي السباحة وركوب العجل والخيل، لو حصل حاجة غلط في أول تجربة لينا بنقفل منها! ده حتى فيه أكلات بعينها لو كلتهم أول مرة من شيف مش قد كدة هتتعقد منهم إلى الأبد رغم إن الناس حواليك بيقولوا شعر فيهم… التشيز كيك والسوشي مثلًا؟!

بالتأكيد دي مش دعوة لتجربة التشيز كيك والسوشي تاني، لكن دعوة لمحاولة صادقة علشان تدي القراية فرصة تانية وتجرب حظك الصيف ده وإنت على البحر مع فنجان القهوة ومزيكتك في ودنك وتعيش الحالة العميقة دي بتاعة القراء.

أهمية القراية مش مقتصرة بس على المعلومات والمعرفة، القراية وسيلة مهمة جدًا للتواصل مع اللي حوالينا لإنها بتساعد القارئ يوصل وجهات نظره بشكل واضح وأكثر منطقية وبتضيف ثقل لأفكارنا وآراءنا، القراية كمان بتساعدنا نفهم الناس والعالم من حوالينا رغم اختلاف الثقافات واللغات وبُعد المسافات وبتفتح حواسنا ومداركنا لاستقبال طرق مختلفة للعيش والتفكير.

جرب واختار كتاب، جايز تنجح المرة دي والموضوع يتحول لأسلوب حياة مش مجرد تجربة واحدة عميقة، وإليك القواعد الذهبية اللي هتساعدك على القراية، أو على الأقل مش هتقفلك منها في أول طالعة 🙂

 ١. اقرا كتب قصيرة 

قراية كتاب من ٥٠ صفحة كبداية هيخليك ماتلحقش تمل أو تفقد تركيزك، ممكن كمان تقرا كتاب فيه مجموعة قصص قصيرة، هتلاقي إن كل قصة هتستحوذ على اهتمامك بسهولة من أول صفحة وهتلاقيها خلصت معاك.

٢. اقرا روايات

القصص القصيرة هتمهدلك الطريق عشان تستقبل حبكات أكثر تعقيداً، الروايات بتتميز عن القصص القصيرة بكثرة الأحداث والأماكن والأزمنة والشخصيات وده بيخليك تخرج من عالمك الصغير وتدخل عالم تاني وانت في مكانك – تجربة مش هتحسها غير لما تقرا رواية.

٣. اقرا عن موضوع شاغلك أو بيستهويك

وهنا فضولك هو هيكون الدافع للقراية، هتلاقي نفسك بتقطع أشواط في الكتاب لأنه بيجاوب على أسئلتك وبيفتح آفاق مكنتش أصلاً عارف إنها موجودة. 

٤. اقرا في مجال شغلك أو دراستك بعيدًا عن المقرر

مش معنى إن مجالك نظري أو جاف ظاهرياُ إن كل كتبه يكون دمها تقيل على القلب، الرك على الكاتب وأسلوبه وقدرته على طرح الموضوع بشكل جذاب،ولو دورت شوية هتلاقي كتب كتير في مجالك مكتوبة بأسلوب جذاب.

٥. إسأل عن الكتاب قبل ماتقراه

الكتاب “مش” بيبان من عنوانه ولا حاجة، فماتقفلش من كتاب ممكن يكون كويس علشان عنوانه مشدكش، أحسن حاجة إنك تسأل أصحابك  أو تدور على تقييمات على الإنترنت على مواقع متخصصة زي جوود ريدزGoodreads و أمازون بووكس Amazon Books.

٦. حط خطة

ممكن تخطط إنك تقرا عدد معين من الكتب في فترة معينة، حط هدف سنوي أو نصف سنوي أو حتى شهري وده ممكن تعمله من خلال تطبيق “جوود رييدز” Goodreads اللي بيكون فيه تحدي سنوي بتحدده من أول السنة، الحلو في الموقع إنه كمان بيوفرلك مساحة تأرشف فيها الكتب اللي قريتها، أوعايز تقراها، أو بتقراها، ممكن كمان تحدد عدد صفحات ثابت تقراه كل يوم وزود العدد ده تدريجيًا لو قدرت.

٧. ماتغصِبش نفسك على قراية كتاب مش عاجبك

مش معنى إنك مش عارف تعدي صفحة في الكتاب من غير ماتسرح إن العيب فيك إنت، ممكن يكون الكتاب مكتوب وحش فعلاً، أهم حاجة إنك تستبدله بكتاب تاني على طول، لما تقرا كذا كتاب هتبتدي تفهم الكتاب الكويس المفروض يتضمن إيه وهتعرف تحدد الكتاب ده هيكون مفيد وحلو ولا لأ من أولها وهتقلل احتمالات إنك “تلبس” كتاب.

٨. متثبتش على نوع واحد من الكتب

وده علشان تتعرف على أشكال أكتر من الكتابة وتستفيد من تأثيرهم اللي بيختلف باختلاف نوع الكتاب وتعرف نوع الكتب المفضلة ليك عن تجربة، و لو بتقرا كتاب محتاج تركيز، خللي وقت القراية وقت لطيف في مكان مريح.

و زي ما السوشي مايتاكلش من عند أي شيف والتشيز كيك مبيظبتهاش غير أماكن معينة، الكتب الكويسة ليها أماكنها.

الجزء الباقي من المقال هتلاقوا كل المكتبات ودور النشر والمواقع الإلكترونية والتطبيقات اللي ساعدتني أنا ومعارفي من القراء إننا نحب القراية ومانتستغناش عنها.

أولاً: أماكن لشراء واستعارة الكتب الورقية الجديدة والمستعملة:

لو بتدور على كتب جديدة باللغة العربية والإنجليزية شوف مكتبات “ديوان”، و”ألف”،و”الشروق”، و “الكتب خان”، و “مكتبة مدبولي”، و “فيرجن ميجا  ستورز” ، و”مكتبة صوفي”، ولو مفيش مكتبة من دول في المحافظة بتاعتك اسأل دايرتك اللي بتقرا بانتظام عن أقرب مكتبة كويسة حواليك أو اشتري كتب أونلاين توصلك لحد البيت عن طريق سوق.كوم، والأزبكية ديليفيري، وجملون،  وجوميا، و بووك ديبوزيتري، وموقع ديوان (رغم إني أنصحك بشدة إنك متفوتش النزول للمكتبة لأنها تجربة ممتعة)

لو بتدور على كتب مستعملة، ودي بتكون سعرها أقل طبعاً، جرب تروح سور الأزبكية، أو سور جامعة القاهرة، أو سور السيدة زينب، أو سور القضاء العالي، أومركز الربع الثقافي.

ممكن كمان تشوف منافذ بيع دور النشر منها زي المكتبة التوفيقية، ودار السلام، ودار الحديث، ودار التراث العربي، ودول موجودين في منطقة الأزهر وسيدنا الحسين والدور دي بتكون ثرية بالكتب والسلاسل العريقة والنادرة خاصة الدينية بالإضافة إلى الدار المصرية اللبنانية، ودار كشيدة، ودار تويا، وميريت، ودور كتير في محيط وسط البلد.

اشترك في مكتبة عامة تابعة للحي أو الحافظة اللي انت ساكن فيها، ودي بتكون باشتراك سنوي علشان تستعير الكتب لمدة محددة، و منها مكتبة مصر العامة، ومكتبة القاهرة الكبرى في الزمالك، والمكتبة المركزية، ودار الكتب والوثائق العامة، ومكتبة مصر الجديدة، ومكتبة حلوان العامة، ومكتبة مركز المعلومات واتخاذ القرار واللي بيكون أغلب الكتب فيها عن الاقتصاد والقانون وتكنولوجيا المعلومات.

ثانياً: تطبيقات كتب إلكترونية

 تطبيقات الموبايل هتساعدك تخللي معاك كتاب دايما،  محدش عارف.. يمكن تلاقي نفسك متعطل في مكان وزهقان فتقرا صفحة أو اتنين، لو مش عايز تشيل كتاب هتلاقي تطبيقات موبايل وتابلت فيها تشكيلة كتب كبيرة زي “كوبو بووكس” Kobo Books  الموقع و التطبيق  و “أبجد” الموقع والتطبيق و”كتبنا” الموقع والتطبيق اللي بيتميز بإنه موقع نشر شخصي كمان. ومهم تراعي حقوق الملكية الفكرية ومتحملش كتب PDF من مواقع/تطبيقات مضروبة بتسرق تعب الكُتًاب وممكن تؤذي موبايلك.

ثالثاً: مواقع كتب مسموعة

مفيش وقت تقرا؟ اسمع.. اسمع كتب لفترة محددة ومؤقتة وافتكر دايمًا إن القراية من كتاب لها مستوى تاني من المتعة بتشغل حواس مختلفة غير السمع، من موافع الكتب الصوتية الشهيرة اقرأ لي، واسمع لي، وكتاب صوتي و أودبل Audible وقسم الكتب الصوتية في  “كوبو بووكس” Kobo Books، وفي قنوات على اليوتيوب منها: روايات مسموعة، و  مزامير السيدة ميم، و البرنامج الثقافي،  و  اقرا بودانك

في النهاية، قرار إنك تبقى قارئ دائم قرار خاص بيك لوحدك ومش مطلوب منك تنضم لساحة القراء لو إنت مش عايز بس المهم ميبقاش قرار لا رجعة فيه وتتعامل معاه كسُنة كونية غير قابلة للتغيير، خُوض التجربة من وقت للتاني، القراية باب مفتوح دايماً لعالم لا نهائي من المعلومات والقصص والعلوم والفنون والثقافات.

نهى يوسف

نهى يوسف متخصصة في مجال التسويق و الديجيتال ميديا للمؤسسات التنموية غير الهادفة للربح في مجالات مختلفة كالصحة والتعليم. هي حاصلة على درجة الماجستير في التسويق وإدارة الأعمال الدولية من جامعة “ماسترخت” الهولندية وهي شغوفة بتطبيق كل ما هو حديث في مجالها لتطوير العمل التنموي. نهى محبة لاستكشاف كل نشاط يساعدنا أن نقترب من عوالم أخرى خارج أنفسنا ودائرتنا الصغيرة وتعتقد أن القراءة، والتأمل، والممارسات الروحانية هم أقصر الطرق لتطبيق ذلك.