#أثر_الفراشة

الحديثة ٢: من مدرسة تقليدية لمركز للتعلم مدى الحياة

butterfly-effect-hadeetha-2-promo-ar_large_2x
منى عبد المنعم

منذ وقت ليس ببعيد، عُرفت مدرسة الحديثة ٢ بالمدرسة التي لا يرغب أحد في تسجيل أطفاله بها، ولم تكن تحظى بأي إقبال من المعلمين.

توضح أستاذة ماجدولين، معلم أول رياضيات بالمدرسة، أن المدرسة كانت تتمتع بسمعة سيئة بين الموجهين والمدربين في الإدارة التعليمية المحلية. " الكلام اللي كان بيتردد في الإدارة للموجهين والمدربين إنك ممكن تستنى شغل من أي مدرسة تانية إلا مدرسة الحديثة ٢."

يقول الأستاذ محمد فهيم، مدير المدرسة، أن الملاحظة الأكثر شيوعًا التي يتلقاها من الغرباء هي "ماذا حدث للمدرسة؟" أصبحت المدرسة تتمتع بشعبية مؤخرًا بين المعلمين وأولياء الأمور.

فماذا حدث لتلك المدرسة بالفعل؟

فريق مبادر

يعتقد الأستاذ فهيم أن السر هو الفريق. "معايا مجموعة عندها رغبة إنها تشتغل"

من حظ المدرسة أنها قامت بتعيين فريق جديد من المعلمين عازم على تغيير الأمور كما الأستاذة ماجدولين والتي أضافت "بدأنا نعمل فريق، إحنا وبقية المجموعة بناخد من نجاح بعض، وكل واحد فينا بيدور على التاني دايمًا، بنطلب إننا نشتغل مع بعض، لو حد عنده نقطة معينة هو شاطر فيها بنستعين ببعض علشان نرفع من مستوى المدرسة ككل."

تدريبات محفزة للتفكير

سألت الفريق عن رأيهم في تدريبات التطوير المهني التي يتلقونها من مؤسسة علمني، وأجاب الأستاذ محمد عبد الجواد، مدرس اللغة الإنجليزية، بأنها مختلفة وجذابة ومحفزة للتفكير، كما أضاف قائلاً "مش بنحس إن التدريبات تقيلة على قلبنا." ربما يرجع السبب في ذلك إلى أن الدورات التدريبية المهنية الخاصة بعلمني تتصف بالعملية بشكل عام، كما إنها متمحورة حول المتعلم وتراعي بيئة المعلم.

الاهتمام بالعلاقات الإنسانية

انطلاقًا من النظرية الإنسانية في التعليم، يعطي مدربو علمني الأولوية لتكوين علاقة جيدة مع المعلمين في المدارس. يقوم المعلمون بدورهم في تبني هذا الموقف في فصولهم وينتهي بهم الأمر بتجربة تعلم أصيلة، تعزز العنصر البشري وتركز على تغيير طريقة التفكير وتطوير المهارات والقدرات بدلاً من تدريس المحتوى الجامد.

يتفق فريق مدرسة الحديثة ٢ على أن التدريب يمنحهم طاقة إيجابية وأن المدربين يشجعونهم. أحد الأشياء التي بدأوا بها بعد التدريب كانت مشاركة عملهم على صفحة مدرستهم على موقع فيسبوك، ولأنهم مجموعة نشطة، أصبح عملهم يشكل مصدر إلهام للمدارس الأخرى. يجعلهم ذلك يشعرون بالرؤية والتقدير كما يساعدهم على تلقي تعليقات بناءة حول عملهم من معلمي المدارس الأخرى.

كما أعرب الفريق أنه قبل تلقيهم لتدريبات مؤسسة علمني كان أسلوب عملهم فرديًا في العادة، على عكس طريقة عملهم الحالية حيث شجعت التدريبات أسلوب عمل أكثر تعاونًا.

أدت التدريبات أيضاً إلى تشجيع حركة في المعارض المشتركة بين المعلمين حيث تتعاون مجموعة من المعلمين مع الطلاب ليعرضوا أعمال مختلفة للطلاب بشكل يضمن استخدام المنهج في تطوير عدد من مهارات القرن ٢١ مثل التعاون والتفكير النقدي والتواصل.

الممتنعون ينضمون

يقول الأستاذ فهيم، "التدريبات بدأت تأتي بثمارها، عملنا معرض كويس جداً عن الأنشطة اللي نفذناها طول السنة وعدد كبير من الناس حضروا وأثنوا على المعرض وبدأنا نجذب مجموعة أخرى من المدرسين." وعن جذب المدرسين عبر الأستاذ فهيم عن دهشته من إقبال البعض منهم لأنه لم يكن يتوقع ذلك." لما أبقى معدي من الطرقة ألالقي مدرسة ما كانتش بتشارك معانا خالص بدأت تتشجع وتنده عليا وأنا معدي وتقوللي بص أنا عملت إيه وباشتغل في إيه. ده معناه إن في حاجة مختلفة بتحصل."

دبت الحياة في الطلاب

بدأ الطلاب يشعرون بالحماس كنتيجة للمشاركة في المعارض. حتى الطلاب المعروفين بين المعلمين بمشاكلهم السلوكية أرادوا أن يكونوا جزءًا من المعارض. تحدثت الأستاذة سماح الأخصائية النفسية بالمدرسة عن وليد الذي اعتاد ألا يكلف نفسه عناء المشاركة في الفصل والذي يطلب الآن من معلمته أن يشارك بالكتابة على السبورة. "كان بالنسبالنا إنجاز إن وليد طلع عمل نشاط، دي كانت حاجة مستحيلة قبل كدة" أضافت الأستاذة سماح.

أصبحت الحديثة ٢ نموذج لمركز من مراكز التعلم المستمر التي يقودها معلمين مبادرين يؤمنون بالتطوير الذاتي المستمر كطريق لتحقيق الذات، وهو نموذج نهدف إلى إنشاؤه في كل مدرسة ندخلها.

منى عبد المنعم
اشترك في النشرة الإخبارية
Newsletter