#أثر_الفراشة

من بنت متهمة إن عليها "عفريت" إلى فتاة مسئولة!

WhatsApp Image 2020-05-07 at 8.00.39 PM
أميرة إلهامي

إنها قصة م. ن، الطالبة بالصف الرابع في مدرسة علمني.

صرخات الفتاة الغير مبررة عند غضبها لأبسط الأسباب، والحالات العصبية السيئة التي كانت تنتابها إذا تم توجيها من إحدى المعلمين جعلت عاملات النظافة داخل المدرسة يطلقون شائعة أن البنت "عليها عفريت"!

تصرفات الفتاة التي لا تملك شيء من أمرها، أدت إلى انعزالها وانطوائها والبعد عن زميلاتها وزملائها الذين لم يتفهموا طبيعتها على الأطلاق! أصبحت وحيدة وسط الطلبة و لم تساعدها صرخاتها كوسيلة للتعبير عن نفسها, بل زادت الأمر سوءًا.

بدأت الأخصائية هالة الهوارى بمدرسة علمني مرحلة البحث ودراسة الحالة النفسية للفتاة، وعن طريق الاتصال بأهل الفتاة استطاعت أ. هالة أن تعرف إن الفتاة لديها أخوة غير أشقاء يكبرونها بالعديد من السنوات و أن الأحوال الأسرية غير مستقرة. تتعرض الفتاة للإيذاء من قبل الإخوة غير الأشقاء، وتتعرض للتعنيف والضرب إذا قامت بتصرف خاطئ، مما يجعلها لا تستطيع التعبير عن نفسها بطريقة سليمة فأصبح الصراخ الهستيري هو الوسيلة الوحيدة للتعبير! ومع هذه الضغوط الأسرية والحرمان من المعاملة الآدمية اكتسبت الفتاة بعض العادات السيئة كأخذ متعلقات زملائها في الفصل الدراسي.

 بدأت خطة العمل النفسية المكثفة مع م .ن، أولى الخطوات كانت التنبيه على الجميع بعدم الضغط على الفتاة عندما تكون في حالة نفسية سيئة، بل تركها حتى تهدأ تمامًا. تحدثت الأخصائية مع والدة الفتاة، ونصحتها بأنها يجب عليها التصدي لأسلوب التعنيف والضرب الذي تتعرض له الفتاة من قبل الأب والأخوة غير الأشقاء! وإن تطلب الأمر سيتم إبلاغ الشرطة!

 الوعي البسيط لدى الأم جعلها تبدأ في فصل الفتاة عن أخواتها، وأصبحت تعطي اهتمام اكثر بابنتها! وتم عمل جلسات نفسية مكثفة للفتاة لإدماجها مع زملائها وزميلاتها في الفصل الدراسي وتدريبها على عدم أخذ متعلقات اقرانها الشخصية وأن الصراخ ليس طريق سليم للتعبيرعن النفس. تم العمل أيضا على تقويم وتغيير الأفكار السلبية لدى الفتاة وإخراجها من حالة الوحدة الشديدة التي تعاني منها، فأصبح التركيز في الجلسات على افهامها مفهوم الصداقة وكيف تكتسب الأصدقاء!

 بعد التقويم النفسي المكثف الذي تلقته الفتاة لمدة ٣ سنوات في مدرسة علمني المجتمعية، بدأت تظهر علامات التغير في سلوك م.ن، اختارت عدد لا بأس به من الأصدقاء في الفصل الدراسي، كما  بدأت تقبل على الجلسات النفسية أكثر لتلقيها المعاملة السليمة من قبل الأخصائية. كما بدأت تظهر على الفتاة بعض المهارات اليدوية كموهبة الرسم للتعبير عن نفسها، مما أعطاها ثقة بالنفس أكثر من قبل!  اكتسبت الفتاة بعض الإيجابية في سلوكها، تروى أ. هالة أن في يوم جاءت الفتاة إلى مكتب الأخصائية  و طلبت استعارة مسطرة وبراية.

قالت أ. هالة للفتاة: " خدى المسطرة والبراية، بس لازم تعرفي إن دي أمانة وإن دول مش متعلقاتك الشخصية دول متعلقات المدرسة"!

كان هذا الموقف بمثابة اختبار للفتاة، وبالفعل جاءت الفتاة إلى مكتب الأخصائية في اليوم التالي لتعيد المسطرة والبراية وكان هذا بمثابة رصد في تغير سلوك م.ن من سلوك عدواني إلى سلوك أكثر إيجابية.

 لم يتوقف الأمر عند م.ن بل قامت هالة الهوارى بتوعية الفتاة للانتباه إلى اخيها الصغير الذى يذهب الى الصف الأول في مدرسة علمني، والذى يعانى من الكسل الدراسي وعدم إتمام الواجبات الخاصة به. لتنميه الشعور بالمسئولية لدى الفتاة واكسابها ثقة في سلوكها أكثر من قبل.

اشترك في النشرة الإخبارية
Newsletter